واكد غيث اليوم الثلاثاء في الذكرى الـ 50 لاحراق المسجد الاقصى الذي اقترفه الصهيوني الاسترالي الجنسية مايكل دينيس في الحادي والعشرين من آب/أغسطس 1969، ان مدينة القدس تعيش اسوأ الظروف والاستهداف المباشر والتحديات آخذة في الاتساع وحصار المدينة وأهلها المرابطين وجميع ابناء الشعب الفلسطيني الذين اخذوا على عاتقهم التصدي بصدورهم العارية ومواجهة الغطرسة الاستيطانية والنزعة التلمودية والدفاع عن مسجدهم ورفض كافة الدعوات التي دأبت المنظمات التلمودية المتطرفة على اطلاقها لاقتحام هذا المكان المرتبط بعقيدة ووجدان أكثر من مليار عربي ومسلم، ما يؤكد على حقهم الغير قابل للتصرف بكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس وجميع المناطق الفلسطينية الخاضعة للاحتلال والذي تلزمه قرارات الشرعية الدولية توفير الحماية المطلوبة لها وعدم التضييق على حرية العبادة فيها.
وقال: لعل ما جرى صبيحة عيد الأضحى من اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى بحماية كبيرة مدججة بالسلاح من قوات الاحتلال وشرطته، ورغم التصدي البطولي للمرابطين بالأقصى الذين تمكّنوا من تأخير وإرباك تطبيق المخطط الأصلي؛ خير دليل على تمسك هذه الفئة المرابطة من ابناء الامتين العربية والاسلامية بمسجدهم وقدسهم آخذين على عاتقهم الوقوف بخط الدفاع الاول نيابة عن امتهم وعلى سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا لما يرتكب من انتهاكات سافرة بحق ابناء الشعب، يشكّل خطرًا جديًّا وتهديدًا فعليًّا لقدسية وإسلامية المسجد الأقصى والرعاية الهاشمية له، كونه يحاول تكريس مشاركة إسرائيلية في ملكية المكان كمرحلة على طريق السيطرة عليه.
واوضح غيث ان مدينة القدس ومقدساتها، وعلى وجه الخصوص المسجد الاقصى المبارك بات يمرّ بتحديات خطيرة للغاية واوقات عصيبة والدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه في تزايد ان لم يكن بسط السيطرة عليه ومسلسل التهويد ماضٍ على قدم وساق وبدعم مطلق من اصحاب القرار في الحكومة الاسرائيلية، والعاصمة المحتلة تعيش حرب التهويد من خلال الاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الاملاك وهدم البيوت والتمييز العنصري والاغتراب في شتى المجالات فيما الامتين العربية والاسلامية تغطّ في سبات عميق ومنشغلة باحوالها والفلسطينيون باتوا وحيدين في معركتهم .
ودعا اصحاب الضمائر الحية في ارجاء العالم الى دعم المقدسيين وابناء الشعب الفلسطيني في تصديهم لمخططات الاحتلال التهويدية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وعموم الارض الفلسطينية، والكف عن سياسة الادانة والاستنكار والانتقال الى الفعل العملي قبل فوات الاوان وتوفير الحماية الدولية لفلسطين وأهلها وفق ما دعت اليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية المعمول بها، خاصة ان هناك قرارًا دوليًا صريحًا في مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 أيلول الذي أدان إسرائيل لحرق المسجد الأقصى في يوم 21 آب عام 1969.
ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.
وحذر غيث ان الاعتداء على المسجد الاقصى والذي يعتبر أمانة في اعناق الامتين العربية والاسلامية الى يوم الدين لانه اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ما هو الا مؤشرًا لحرب دينية عقائدية لن يفلت من عقباها احد وستطال نيرانها الجميع دون استثناء.
واكد ان ابناء الشعب لن يدخروا جهدًا في تعزيز وحدتهم ورص صفوفهم والتصدي وحماية مقدساتهم الاسلامية والمسيحية ودحر الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها الابدية القدس الشريف.