ووجه رئيس الوزراء العراقي بحصر إصدار الموافقات في القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله، مطلقا يد القوات المسلحة بالتعامل بشكل فوري مع أي حركة طيران مخالفة لقرار رئيس الوزراء.
وأمام هذا القرار الصارم لم يجد التحالف الامريكي الذي يستبيح الأجواء العراقية بحجة مكافحة الإرهاب، لم يجد امامه سوى الالتزام بأوامر بغداد.
إلا إن الخطوة العراقية لم ترق للتحالف الامريكي الذي أرسل كبار قيادييه في مقر العمليات المشتركة لعملية "العزم الصلب" للإلتقاء بمسؤولين في وزارة الدفاع العراقية لمناقشة التوجيهات الأخيرة لرئيس الوزراء عبد المهدي بشأن استخدام الأجواء، حسبما اكد التحالف على موقعه الرسمي.
ولفت التحالف في بيان له انه سيلتزم بكافة القوانين العراقية وتوجيهات الحكومة العراقية باعتباره ضيفا ضمن الحدود السيادية للعراق.
القرار الذي اصدره عبد المهدي لا تزاله اسبابه مجهولة الى الآن، لكن محللين ربطوا هذا القرار بالانفجار الذي وقع بمعسكر "الصقر" للقوات الأمنية والحشد الشعبي جنوبي العاصمة بغداد، مشيرين الى ان الانفجار قد يكون ناجما عن قصف مجهول.
وبحسب تقرير ورد في "كوميرسانت"، تبيّن في التحقيقات الأولية أن أسباب الانفجار ترجع إلى انتهاك لقواعد تخزين الذخيرة، لكن ظهرت روايات أخرى في وسائل الإعلام ذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي يقف وراء هذا الانفجار الذي يعتبر الثالث من نوعه خلال شهر في القواعد العسكرية في العراق.
وتحدثت بعض المصادر عن استخدام صواريخ أرض – أرض في الهجوم على المعسكر، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم تم باستخدام طائرات، لم تحدّد نوعها.
وفي خضم التعليقات اشار المحلل السياسي، نجم القصاب، إلى وجود بعض الشكوك في أن الكيان الإسرائيلي هو من قام بتلك التفجيرات وبمساعدة الولايات المتحدة، معتبرا ان كيان الاحتلال لم يترك الساحة العراقية في الوقت الذي حذرت فيه فصائل تابعة للحشد الشعبي، من أنها سوف تتعرض إلى ضربات، إما بصورة مباشرة من الاحتلال الصهيوني أو من الولايات المتحدة.
وشدد القصاب على ان هذه الرسائل تبين نية الاحتلال في اختراق المجتمع العراقي من أجل تمزيقه.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان رسمي عن السلطات العراقية أو عن الحشد الشعبي، ولم تتضّح الطريقة التي جرى بها الهجوم، طالب الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي الحكومة العراقية بإجراء تحقيق فوري في القضية لمعرفة إن كانت مفتعلة أو لا.
وكانت مراكز ومعسكرات للحشد الشعبي قد تعرّضت خلال الأسابيع الأخيرة إلى هجومين جويين، قالت مصادر إعلامية إن الاحتلال الإسرائيلي يقف وراءها.