وفسّر هيرش في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي إعطاء كثير من دول العالم ظهرها للولايات المتحدة بأن هذه الدول ظلت تتبين بشكل متزايد أن واشنطن في عهد ترامب لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة، وليست لديها رغبة حتى في التعرف إلى مصالح الآخرين.
وقال إن نهج واشنطن بالانكفاء على مصالحها فقط قد شاهده الجميع بشرق آسيا، مع تجاهل ترامب لتهديدات كوريا الشمالية باختبارات صواريخها الجديدة، وعدم الاهتمام الكافي بالخلاف الأخير بين اليابان وكوريا الجنوبية وهو خلاف كانت واشنطن في الماضي تمنع مجرد ظهوره.
تعامل أخرق
وضرب الكاتب كذلك مثلا بما أسماه التعامل الأخرق من ترامب مع النزاع بين الهند وباكستان النوويتين، إذ صرح الرئيس الأميركي أمام الكاميرات وبوجود رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلب منه التوسط في هذا النزاع.
وأضاف أن المؤكد أنه لا يوجد زعيم هندي -ناهيك عن القومي المتعصب مودي- قد وافق من قبل على توسط طرف ثالث في قضية كشمير، التي تعتبرها الهند ولاية من ولاياتها.
وأشار إلى أن تصريحات ترامب هذه أغضبت ناريندرا مودي ودفعته إلى اتخاذ قراره المثير للجدل بإلحاق كشمير بالهند، كما أنها لم تعد عليه بأي فائدة من باكستان.
تخبط وتعليقات عشوائية
ومضى هيرش يقول إن الأمر الذي أصبح واضحا لجميع المراقبين هو أن تخبط ترامب وتعليقاته العشوائية حول أكثر القضايا تعقيدا بجنوب آسيا لها هدف واحد، وهو حث باكستان على مساعدة أميركا في سحب قواتها من أفغانستان، وأنه من المرجح أن ترامب لا يعرف شيئا عن كشمير بخلاف أن الناس يلبسونه أحيانا الصوف الكشميري.
ونقل الكاتب تعليقا لكبير الدبلوماسيين الهنود بالأمم المتحدة سابقا شاشي ثارور، يقول فيه إنه يعتقد أن ترامب ليست لديه أي فكرة عما يتحدث عنه.
واستمر هيرش يقول إن العالم يرى الآن كيف رفضت معظم الدول المشاركة في قوة حماية للناقلات تقودها الولايات المتحدة في الخليج الفارسي، وكيف رفضت تأييد ترامب في معركته ضد شركة هواوي الصينية.
وأضاف أن شعار ترامب الشهير "أميركا أولا" قد تحوّل الآن إلى "أميركا وحدها فقط"، وأنه من قبيل حسن الظن القول حاليا إن هناك أزمة مصداقية تعانيها الولايات المتحدة، لأن هذه المصداقية لم يعد لها وجود أصلا في كثير من مناطق العالم التي تعاني أوضاعا حرجة.
المصدر : فورين بوليسي