يواجه الأب السنغالي إبراهيم ندياي {50 عاماً} قراراً يفطر القلب، فعليه الموافقة على إجراء جراحة لفصل ابنتيه، التوأم الملتصق {مريم وندية}، والمخاطرة بإنقاذ واحدة على أن تواجه الأخرى الموت.
وأحضر الأب التوأم الملتصق من السنغال إلى المملكة المتحدة عندما كان عمرهما سبعة أشهر، من أجل طلب المساعدة في مستشفى "جريت أورموند ستريت" للأطفال في بريطانيا.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن لدى الطفلتين دماغين وقلبين ورئتين منفصلتين، لكنهما يشتركان في الكبد والمثانة والجهاز الهضمي وثلاث كُلى.
ورغم أن قلب مريم ضعيف فإنها إذا توفيت فإن أختها الملتصقة ستموت أيضاً. وفي فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية {بي بي سي} بعنوان "التوائم الملتصقة: قرار مستحيل" سيبث مساء الغد، فإن الأب لستة أولاد يواجه معضلة إنقاذ إحدى بناته مع ترك الأخرى تواجه الموت.
وقال الأب: "في هذه الحالة، لا تستخدم عقلك، أنت تتبع قلبك. أي قرار سيكون مفجعاً، وسينتج عنه كثير من الاضطرابات والعواقب".
وذهب إبراهيم إلى مستشفيات في بلجيكا وألمانيا وزيمبابوي والنرويج والسويد وأميركا بطفلتيه قبل التوجه إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. وكشف الأب أيضاً أنه فقد وظيفته كمدير مشروع في السياحة، وعادت زوجته الثانية إلى داكار منذ أحضر التوأم إلى إنجلترا.
وتحاول المستشفى البريطانية مساعدة الأب الذي يعيش الآن في كارديف مع ابنتيه البالغتين من العمر ثلاث سنوات، في مناقشة الخيارات واتخاذ قرار. وتوجهت المستشفى إلى لجنة الأخلاقيات من أجل طلب المساعدة. ويقول جو بريرلي، وهو طبيب أطفال استشاري ورئيس اللجنة الأخلاقية بالمستشفى: «يمكننا أن نفعل أشياء لا تصدق مقارنة بعشرين أو 30 عاماً مضت. لكن لمجرد أننا نستطيع ذلك، فهذا لا يعني دائماً أننا يجب أن نفعل ذلك».
وتعد المستشفى البريطانية واحدة من المراكز الرائدة في فصل التوائم الملتصقة، ففي وقت سابق من هذا العام تم فصل الطفلتين صفا ومروة الله من باكستان، اللتين كانتا ملتصقتين من الرأس. وقد استغرق الأمر سلسلة من العمليات التي بلغ مجموعها 55 ساعة وأكثر من 100 من الموظفين على مدى أربعة أشهر لهما.
وخلال أحد الاجتماعات يشرح الدكتور بريرلي لإبراهيم ما سيحدث إذا لم يفصل ابنتيه، قائلاً: "ستكون عملية وفاة مريم هي عملية وفاة ندية - لا يمكن إيقاف ذلك أو تغييره... {ولن} يكون خياراً لفصلهما بمجرد أن تبدأ مريم في الموت".
ويقول الأب إبراهيم إنه لا يستطيع فصل الفتاتين ويعرف بعد ذلك أنه تسبب في وفاة إحداهما. وقال الأب لصحيفة "الأوبزرفر": "إنهما معاً، إنهما متساويتان. كانت {غريت أورموند ستريت} صادقة جداً وواضحة جداً معي طوال الطريق".