وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، أن "خمس سنوات مرت على انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، وما زال أربعة إسرائيليين موجودين في قبضة حماس حتى كتابة هذه السطور، ورغم أن مصر نجحت بإخراج صفقة شاليط السابقة لحيز الوجود في 2011، لكنها هذه المرة تواجه صعوبات في تكرار هذه التجربة".
وأشار إلى أن "حماس ترى أن عرقلة إبرام الصفقة يعود لأن نتنياهو غير معني بإنجاحها، لاسيما في حقبة الانتخابات، والحركة لا تنظر للصفقة باعتبارها مسألة إنسانية، بل أمنية وسياسية، وحماس كحركة وقيادة تتعرض لضغوط كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم للتسريع بإبرام الصفقة، لكن الحركة تتروى، وتريد من الصفقة القادمة أن تطلق سراح أكثر من ألف أسير، بما يزيد عن الصفقة السابقة". حسب تعبيره.
وأوضح ابن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، أن "يارون بلوم المنسق المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، كشف النقاب مؤخرا عن أن حماس تريد إطلاق سراح 450 أسيرا مدانين بتنفيذ عمليات مسلحة قتل فيها يهود، مما دفع حماس لبث رسالة جديدة على غرار الحرب النفسية التي تشنها على الإسرائيليين بين حين وآخر، من خلال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم جناحها العسكري كتائب القسام"حسب تعبيره.
وأكد أنه "بعيدا عن الدخول في تفاصيل خطاب أبو عبيدة، فإن رسالته الأساسية تكمن بضرورة أن تسعى "إسرائيل" لإبرام الصفقة، وإلا فإن مصير جنودها ومواطنيها الأسرى سيكون مثل مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد المفقودة آثاره منذ عام 1986 وحتى اليوم، وترى حماس أننا وصلنا إلى مفترق طرق، والزمن لا يعمل لصالح "إسرائيل".
وأضاف أن "هناك جملة دروس يمكن استخلاصها من خطاب أبو عبيدة، أولها أنه ليس هناك مفاوضات جدية بين "إسرائيل" وحماس، وإنما محاولات متواضعة من المخابرات المصرية، وثانيها أن حماس ليس بوارد التراجع عن شروطها التي وضعتها منذ البداية، وعلى رأسها إطلاق سراح ثمانين أسيرا تم تحريرهم في صفقة شاليط، وأعادت "إسرائيل" اعتقالهم بسبب عودتهم مجددا لطريق العمليات المسلحة".
وأوضح أن "الدرس الثالث من خطاب أبو عبيدة أن حماس لن تكشف معلومات عن مصير الجنود الأسرى دون مقابل، ورابعها أن حماس مستعدة لإبرام صفقة تبادل على مراحل كما كان الأمر في صفقة شاليط، بحيث يكون إخراج أي معلومة مقابل ثمن يتمثل بإطلاق سراح أسرى، وخامسها أن خطاب أبو عبيدة يمثل حربا نفسية على عائلات الأسرى، بحيث يشغلون الجمهور الإسرائيلي، ثم الحكومة لإبداء المرونة أمام حماس".
وأكد أن "الدرس الإسرائيلي السادس من خطاب القسام، أن حماس قلقة من إمكانية تجميد المفاوضات حول الصفقة المطلوبة، والتهديد بإغلاق ملفها، والاستعداد لتنفيذ المزيد من عمليات الخطف والأسر"حسب تعبيره.
وأشار إلى أن "إسرائيل أخطأت عدة مرات في عدم إبرام صفقة تبادل مع حماس، من بينها عدم استغلال مصالحها مع تركيا في التأثير على حماس، رغم أن علاقات الحركة مع أردوغان قوية وكبيرة، وقد يكون له تأثير كبير على قيادتها، خطأ آخر أن "إسرائيل" لم تضمن موضوع جنودها الأسرى ضمن تفاهمات غزة الإنسانية، بما في ذلك إدخال الأموال القطرية شهريا إلى القطاع".
وختم بالقول بأن "استمرار احتجاز حماس للجنود الأسرى، يتطلب من المستوى السياسي الإسرائيلي الأعلى أخذ زمام المبادرة، وتفعيل المزيد من أدوات الضغط على حماس للتسريع بإبرام صفقة التبادل، من خلال العمل على اختطاف كبار قادة حماس، كي يكونوا ورقة مساومة".
وأشار إلى أن "إسرائيل ليس أمامها خيارات كثيرة في موضوع جنودها الأسرى، لأنها لا تمتلك معلومات إضافية عنهم، مما يمنعها من الذهاب إلى عملية عسكرية لتخليصهم واستعادتهم. وفي ظل غياب بديل عسكري عملياتي لتحريرهم، يجب العمل على إبرام صفقة تبادل مع حماس، وتقليص الأضرار الأمنية على إسرائيل".