من ناحية أخرى يختار البعض شرب الحليب قليل الدسم لمجرد أنهم يحبون الطعم، فهم يعتقدون أن الحليب كامل الدسم قوي وثقيل.
ونشر موقع “ستيب تو هيلث” تقريرًا قارن فيه بين النوعين من الحليب قليل أو كامل الدسم، وأيضا تحدث عن بعض الدراسات التي تقارن بين فوائد النوعين.
وأوضح التقرير أن الفرق الرئيسي بين كلا النوعين من الحليب هو أن قليل الدسم يحتوي على نسبة مئوية أقل من الدهون، لذلك يحتوي على عدد أقل من السعرات الحرارية.
ومع ذلك بحسب التقرير عندما تتخلص من دهون الحليب من نظامك الغذائي، فإنك أيضًا تتخلص من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A و D و E، على أي حال يتم تقوية جميع أنواع الحليب تقريبًا في هذه الأيام بجميع أنواع الفيتامينات والمعادن.
وأشار الموقع إلى أنه عند فقدان الدهون يفقد الحليب قليل الدسم أيضًا الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهذا يشمل فيتامين (أ) وفيتامين كالسيفيرول وهو أحد أشكال فيتامين (د) ويسمى أيضا (د2)، بالإضافة إلى ذلك يتم فقدان نسبة بسيطة معينة من فيتامين E أو توكوفيرول بشكل طبيعي أثناء القشط.
ووفقًا لأستاذ علم الحيوان بجامعة برشلونة “سيرجيو كاسالميجيا”، فإنه بفقدان هذه الفيتامينات في الحليب قليل الدسم، يفقد الأشخاص أيضًا جزءًا من قدرة امتصاص الكالسيوم، وذلك لأن نظامهم الهضمي يجمعه بشكل أفضل عندما يكون في وجود فيتامينات الحليب والدهون، بحسب قوله.
ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الحالي لا يختلف الحليب المعالج قليل الدسم كثيرًا في ما يتعلق بالفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وكمية الكالسيوم التي يحتوي عليها لأنه يتم إضافة الفيتامينات A و D و E، ومع ذلك فإنه حول ما إذا كان يمكن امتصاصها تبقى مسألة مختلفة ومثار تساؤل.
وأوضح التقرير أن هذه الفيتامينات ليست بالضرورة اصطناعية، لكنها لا تأتي من الدهون المستخرجة أيضًا، لذلك فإن كلا النوعين من الحليب متساويان من حيث الفيتامينات والمحتوى المعدني في الوقت الحاضر، ولكنّ واحدا يحتوي على سعرات حرارية أقل.
وبحسب الموقع تشير دراسة نشرت عام 2017 في مجلة الطبيعة الأمريكية إلى أن تناول الجبن كامل الدسم واللبن الزبادي لا يؤدي إلى زيادة الوزن، على العكس من ذلك يمكن أن تساعد في الواقع منع ذلك، الشيء نفسه ينطبق على مرض السكري، وهذه فوائد وفقًا للدراسة لا يمكن أن يحصل عليها مستهلكو المنتجات قليلة الدسم.
وخلصت دراسة أخرى إلى أن شرب الحليب كامل الدسم يمكن أن يمنع مرض السكري، حيث قام الباحثون خلال هذا البحث بتحليل 3000 عينة من دم الإنسان على مدار 15 عامًا، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا الحليب كامل الدسم كانوا أقل عرضة بنسبة 46% للإصابة بهذا المرض.
من ناحيته لم يجد الباحث من جامعة هارفارد محمد يعقوب أي صلة بين تناول الحليب كامل الدسم والسمنة أو السكري، وذلك في تحليل تلوي “شمولي” قام به للسجلات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، على العكس من ذلك تشير مراجعته إلى أن مستهلكي الحليب كامل الدسم يتمتعون في الواقع بحماية أكبر.
من جهته أوضح الأستاذ المشارك في علم التغذية العلاجية والحميات الدكتور معز الإسلام فارس أن “الدراسات التي ذكرها الموقع وأخرى حديثة تثبت عدم وجود تاثير سلبي للشحوم الحيوانية مثل دهون الحليب”.
وحول صحة هذه الدراسات قال فارس في حديث لـ”عربي21“: “لا يملك المرء أمام الدراسات إلا التسليم بنتيجتها، ولكن لا بد من مراجعات علمية لمجموع هذه الدراسات، وأيضا لا يمكن تعميم نتائج دراسة واحدة أو أكثر”.
وأضاف: “أوصي الناس واعتمادا على الدراسات، بالحليب كامل الدسم للحصول على فيتامين د وبعض المركبات النافعة فيه، ما لم يكن الشخص مصابا بارتفاع الكوليسترول”.
وذكر التقرير أن الحليب قليل الدسم يفقد الفيتامينات نتيجة قشط الدهون منه، ولكن يتم إضافتها لاحقا، مما يثير تساؤلا حول الاختلاف بين الفيتامينات التي كانت قبل قشط الدهون وبين التي تمت إضافتها بعد ذلك.
يرد فارس على هذا التساؤل بالقول: “تبقى الفيتامينات هي نفسها سواء قبل قشط الدهون أم بعده، ولكن هناك مواد نافعة لا تضاف مع الفيتامينات مثل مركبات sphingolipids and CLA”.
وفي ما يخص أي النوعين أنسب لمرضى السكري قال فارس: “غالبا مرضى السكري النوع الثاني يعانون من اضطراب في دهون الدم، لذا يُفضل لهم تناول الحليب خالي الدسم مع الحرص على تناول مصادر فيتامين د الأخرى”.
وذكر الموقع أن دراسة نشرت في عام 2016 حللت نظاما غذائيا لـ 2700 طفل تتراوح أعمارهم بين سنتين و6 سنوات، أثبتت نتائجها أن الأطفال الذين يشربون الحليب كامل الدسم لديهم كتلة جسم أقل.
ويقول الدكتور “داريوش موزافاريان”: “أعتقد أن هذه النتائج تشير إلى أننا نحتاج إلى تغيير في السياسة التي توصي بمنتجات الألبان قليلة الدسم، حيث تثبت الأدلة أن أولئك الذين يستهلكون حليبا كامل الدسم في حالة أفضل من أولئك الذين يلتزمون بنظام غذائي منخفض الدسم”.