السعودية في العهد السلماني، والتي تخوض حروبا مباشرة وبالوكالة في عدد من مناطق العالم، لا ترضى للدول الاخرى ان تقف موقفا محايدا من هذه الحروب، وهي في الاغلب عدوان ضد الشعوب الفقيرة والمحرومة والمنكوبة بالتدخل الخارجي.
على سبيل المثال لا الحصر، دولة الكويت التي معروف عن اميرها الحكمة، وقفت من مغامرات ابن سلمان موقفا محايدا، فلم ترد ان تغضب "الشقيقة الكبرى"، ولم ترغب ان تظهر تابعة لسياسة ابن سلمان، فاختارت ان تقوم بدور رجل الاطفاء الذي يقوم بإطفاء نيران الحروب التي اشعلتها السعودية في المنطقة، فكان لها دور ايجابي في الوساطة في ازمة قطر وكذلك في العدوان على اليمن، ومن باقي الازمات الاخرى.
الا ان هذا الموقف المحايد والحكيم لم تعجب ابن سلمان، الذي يعيش اوضاعا في غاية الصعوبة بعد قرار الامارات الانسحاب من العدوان على اليمن، لذا اعطى ضوءا أخضر للاعلام السعودي في شن حرب شعواء على الكويت وشخص اميرها.
فقد نشرت صحيفة "الاقتصادية" السعودية كاريكاتيرا مسيئا لدولة الكويت، اثار جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الصحيفة إلى نشر اعتذار في وقت لاحق.
وقبل ايام كانت المذيعة السعودية سارة دندرواي، قد ذكرت اسم دولة الكويت بطريقة ساخرة في نهاية تقرير لها بقناة "العربية"، حول "قرار قطر خفض سعر الخمور لاستقطاب المزيد من الزوار في بطولة كأس العالم المقبلة"، على حد قولها، وقالت في نهاية تقريرها ساخرة: "ننتظر تعليقات أصحابهم في الكويت على الكرم القطري".
كما قلنا، إن هذا التخبط السعودي، مرده النتائج الكارثية لسياسة ابن سلمان في المنطقة، والتي قلصت عدد اصدقاء السعودية الى حد كبير، رغم ما يوزعه ابن سلمان من ثروات طائلة على بعض الحكومات، بهدف كسب الدعم لسياسة العبثية التي اضرت كثيرا بالشعوب العربية والاسلامية، كما اضرت بمكانة السعودية نفسها، كدولة تحتضن المقدسات الاسلامية.