وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن أسباب وطرق علاج آلام الظهر كثيرة ومختلفة. لذلك، يوصي الخبراء في هذا المجال بضرورة التخلص من الأساطير الخاطئة واتباع بعض النصائح الفعالة للتخلص من هذه الآلام المزعجة.
وذكرت المجلة، أولا، أن البعض يظنون أن آلام الظهر ترتبط بالأساس بالعمود الفقري، في حين أنها متصلة أكثر بالعضلات. وحسب الدكتور فرانثيسكو كوفكاس فإن “95 شخصا من بين كل مئة مريض، يعود ألم الظهر لديهم إلى وجود خلل في العضلات، في حين ترتبط أربع حالات فقط بحدوث تغيير في هيكل العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي أو التضييق الشوكي، وفي حالة واحدة يمكن أن يرتبط الألم بمرض آخر من قبيل السرطان أو الالتهابات أو أمراض الجهاز الهضمي”.
وأوردت المجلة، ثانيا، أن هناك من يعتقد أن الراحة هي الحل الأمثل للتخلص من آلام الظهر. في المقابل، أظهرت الدراسات العلمية أن الراحة في الفراش، خاصة إذا استمرت لأكثر من 48 ساعة، قد تؤدي إلى فقدان العضلات لقوتها، ما من شأنه أن يطيل مدة الألم ويزيد من خطر التعرض له مرة أخرى. ويستحسن مواصلة ممارسة النشاط البدني المعتاد، فضلا عن تجنب ما يمكن أن يسبب لك الألم أو يزيد من شدته.
وأفادت المجلة، ثالثا، بأن مُرخيات العضلات قد لا تكون الحل الأمثل دائما لآلام الظهر. وحسب الدكتور كوفكاس، فإنه باستثناء عدد قليل من المرضى المعينين، فقد ثبت أن المسكنات التي تساعد على استرخاء العضلات لها تأثير ضئيل وتولد أثارا جانبية، لذلك لا ينصح بها الأطباء كثيرا. لكن ماذا عن الباراسيتامول؟ يقول الدكتور كوفاكس في هذه الحالة إنه “ليس لديه سوى تأثير وهمي”.
وأضافت المجلة، رابعا، أن السباحة أو ممارسة اليوغا مفيدة لتخفيف آلام الظهر، لكنها ليست الوحيدة القادرة على ذلك. وقد أشار الدكتور كوفاكس إلى أنه “يُنصح كثيرا بممارسة هذه الأنشطة لأنها لا تتطلب جهدا كثيرا، لكن في الوقت نفسه، توضح البيانات أن أي تمرين أو نشاط بدني قد يكون صالحا في هذه الحالة، لأن الفرق بينها بسيط للغاية”. والمهم أن تكون ثابتا، ومن الأفضل اختيار تمرين يتماشى مع تفضيلاتك الشخصية لتكون أكثر انتظاما.
وأبرزت المجلة، خامسا، أن البعض يرون أن وضعية الجسم الخاطئة يمكن أن تزيد آلام الظهر سوءا. في هذا الصدد، أوضح الدكتور كوفكاس أنه “قد ثبت أن وضعيات الجسم الصحيحة لها تأثير ضئيل على هذه الآلام وهي مهمة فقط في الحالات القصوى، حيث يُجبر المريض على البقاء في وضعية معينة لساعات”. لكن ذلك لا ينفي ضرورة إيلاء الاهتمام لوضعيات الجلوس الخاصة بنا، خاصة أثناء العمل على جهاز الكمبيوتر.
وأفادت المجلة، سادسا، بأن التفكير في أن الوزن الزائد يزيد من شدة آلام الظهر خاطئ. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن تأثير الوزن ضئيل جدا وأحيانا لا علاقة له بهذه الآلام. وفي الواقع، تفرض زيادة الوزن عبئا معينا على العمود الفقري، لكن إذا كان الوزن الزائد موزعا بطريقة متجانسة نسبيا على جميع أنحاء الجسم، فإن ذلك لا يجبر الجهاز العضلي على بذل جهد شديد، على عكس زيادة الوزن في مناطق محددة وأثناء الحمل. وفي هذه الحالة، تعد الرياضة أولوية قصوى قبل النظام الغذائي.
وأوضحت المجلة، سابعا، أنه من بين الخرافات الأكثر انتشارا بشأن آلام الظهر هو النوم على مرتبة صلبة. فقد أظهرت الدراسات العلمية أنه، على عكس ما نعتقد، يجب النوم على مرتبة متوسطة الصلابة، أي رخوة نوعا ما، لأن ذلك سيخفف من الألم بشكل كبير. ويوصي المختص بأن تكون المرتبة رقيقة بما فيه الكفاية للتكيف مع منحنيات العمود الفقري، كما يعد اختيار الوسادة أمرا في غاية الأهمية.
وذكرت المجلة، ثامنا، أن الاعتقاد بضرورة تجنب ارتداء الكعب العالي واختيار الأحذية المسطحة خاطئ تماما، لأن كليهما لا يمثلان الخيار المناسب. لقد ثبت أن الأحذية ذات الكعب العالي، خاصة إذا كانت رقيقة، تزيد من العبء الذي يتحمله العمود الفقري ومن الجهد اللازم لأداء العضلات الموجودة أسفل الظهر. أما الحذاء المسطح بالكامل فجعل عضلات الظهر تبذل مزيدا من الجهد، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى مشاكل على مستوى الركبة. لذلك، من الأفضل ارتداء حذاء يتراوح ارتفاع كعبه ما بين 1.5 وثلاثة سنتيمترات مع أن يكون شكله عريضا.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن هناك بعض العلاجات الطبيعية والتمارين الرياضية التي تساعد على علاج آلام الظهر. وللتدليك تأثير إيجابي، وإن كان خفيفا نسبيا وقصير المدى، للتخفيف من هذه الآلام. وحسب الدكتور كوفاكس، “أثبتت الأدلة العلمية أنه لا يوجد للفيتامين د ولا ب أي تأثير على آلام الظهر”.