وقال أبو أنس معروف شقيق سليم إن شقيقه يقيم في اليمن منذ 15 عاما، ويعمل بمكتب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صنعاء، ويتمتع بعلاقات طيبة مع جميع الأطراف، وليس له أي أعداء.
وبشأن تفاصيل ما جرى، قال أبو أنس "كان أخي أبو عبد الرحمن مستقلا حافلة في طريقه إلى المطار للسفر في مهمة عمل إلى السودان، مساء الأحد السابع من الشهر الجاري، ولدى مرور الحافلة على حاجز أمني في مأرب، استوقفها مسلحون وأنزلوه منها، واقتادوه إلى جهة مجهولة، إلى أن تم العثور على جثته صباح الجمعة".
وأضاف "فقد مكتب الحركة في صنعاء الاتصال بأخي سليم منذ اليوم الأول، لكننا كعائلة في غزة لم نعرف خبر فقدانه واختطافه إلا بعد أربعة أيام، وكان وقع الخبر علينا كالفاجعة والصاعقة".
وأوضح أن مكتب حماس في صنعاء والسلطات اليمنية والسفارة الفلسطينية وأطراف عدة بذلوا جميعا جهودا حثيثة في البحث عنه، لكن دون جدوى، حتى العثور عليه جثة هامدة في أحد مستشفيات مأرب.
وبيّن أن الكشف الطبي الأولي على الجثة أظهر عدم وجود أثر للرصاص، لكن توجد آثار تعذيب، مرجحا أن يكون قتل تحت التعذيب الشديد أثناء التحقيق.
ولفت إلى أن حركة حماس والعائلة في انتظار تقرير الطب الشرعي للوقوف على الحقيقة كاملة.
من قتل سليم؟
وأصدرت حماس بيانا نعت فيه معروف وطالبت الجهات الأمنية اليمنية بفتح تحقيق في الحادث وتقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت، كما نصبت خيمة عزاء توافد عليها حشود من المعزين خلال الساعات الماضية.
وفضل مسؤولون في حماس بغزة الاكتفاء ببيان النعي الذي أصدرته الحركة وطالبت فيه الجهات الأمنية اليمنية بفتح تحقيق وتقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت، وعدم الإدلاء بتصريحات إضافية بخصوص الحادث.
ورغم أن حماس لم تذكر ملابسات القتل الفعلي، لكن ناشطين فلسطينيين أكدوا في وسائل التواصل الاجتماعي أنه قُتل وعُذِّب على أيدي عناصر المخابرات الإماراتية بعد اختطافه وهو في الطريق إلى مطار يمني.
وهي الفرضية ذاتها التي ذكرتها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اعترفت أن عملاء إسرائيليين اختطفوا وعذبوا وقتلوا الناشط الفلسطيني.
وتساءل أبو أنس بحرقة ومرارة "من يقف وراء هذه الجريمة البشعة، وهل قتل أخي أبو عبد الرحمن فقط لكونه فلسطينيا؟" مطالبا الجهات المختصة في اليمن بتحقيق جدي ونزيه لكشف خيوط الجريمة واعتقال المجرمين كي ينالوا عقابهم.
يُذكر أن سليم معروف يقيم في اليمن منذ 15 عاما، وكان يستعد لدراسة الماجستير، بعد حصوله على شهادة البكالوريوس بالشريعة والقانون من جامعة يمنية.
وكانت آخر زيارة له إلى مسقط رأسه بمدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) قبل نحو ثمانية أعوام، حيث تزوج من ابنة عمه، واصطحبها معه إلى اليمن، وأنجب منها ولدين وبنت.
وقال أبو أنس -الذي درس أيضا بالجامعات اليمنية- إنه طالب سليم أكثر من مرة بمغادرة اليمن والعودة إلى غزة، إلا أنه كان يرفض، ويبدي حبه الشديد لليمن وأهلها.