وقال السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "لاشك ان هوية كل شعب هي محل اعتزاز وافتخار وهذا التنوع الموجود في العراق نعتز بكل ما يملك هذا البلد من موجودات متنوعة ومختلفة ومن الركائز الاساسية في تركيبة هذا الشعب مسألة العشائر العراقية التي لها تاريخ افل ومهم ولها وقفات مشرفة أيضا وكثيرة منها ثورة العشرين والدفاع عن ارض العراق وقيمه مقدساته في الحرب على داعش وتلبية الفتوى الجهاد الكفائي اضافة الى المآثر المحمودة والاخلاق المحمودة التي تتم عبها هذه العشائر من الجود والكرم والشجاعة والنبل الغيرة وغيرها".
وأضاف "لقد تكونت في هذه العشائر حلقات التربية في الدواوين والمضائف ووجهاء القوم والعشيرة واستماع ابناء العشيرة الى النصيحة والتوجيه والموعظة بحيث تصقل شخصية هذا الشاب وهو يستمع الى وجوه قومه بكل ما يمكن ان يكون عنواناً للفضيلة بحيث أصبحت المقولة الدارجة ان {المجالس مدارس} ونشأت طبقة تحمل في ثناياها هذه القيم النبيلة".
وأكد السيد الصافي ان "العشائر لأهميتها ممكن ان تكون مطمعا لمن لا يريد للبلاد خيرا لانها هي ذخيرة مهمة للوطن وهذه العشائر انجبت الكوادر العلمية على اختلاف وجوداتها وفي الفترة المتاخرة بدأت بعض الأشياء تبرز تسيء الى قيم العشيرة النبيلة التي كنا نراها ونسمع بحيث اصبح بعض افراد العشيرة في حراجة مما يسمع وما يظهر واصبحت بعض التصرفات تتطفل على هذا التكوين الذي نعتز به وهذا التطفل بريئة منه العشائر الاصيلة ذات السلوكيات النبيلة والتربية القومية واصبحت هذه الامور للأسف تأخذ ساحة غير طيبة في بعض المجالات وان قلت لكنها تؤثر".
ولفت الى "حالة الاحتكاك بين الاطفال والشباب وهي حالة من الاحتكام لا تحل الا بمبالغ مجحفة واصبح الموضوع لا يغلق الا بأموال طائلة وهناك من يتصيد افتعال هذه المشاكل لغرض الاستفادة المادية بطريقة او أخرى واصبح الموضوع هو مادي بحت وبمبالغ مجحفة جدا وتتحول هذه القيم والمبادئ الى جانب مادي واصبحت حالة سائدة" مشددا على ان "أغلب هذه المبالغ هي أكل مال بالباطل".
وأعرب ممثل المرجعية العليا عن "أسفه لمن يدفع الأمور للحصول على الاموال بالاضافة الى تزوير الحقائق فالعشيرة تنتصر لأبنها وان كان مخطئاً من أجل الدفاع عنه وهو خلاف الحكمة والعقل كما هناك تعطيل في بعض المؤسسات الحكومية وغيرها ولا نعرف سبب الأنفة من تطبيق القانون وحتى أصبح شرطي مرور لا يستطيع إيقاف سيارة متجاوزة ويواجه بالصد كون المتجاوز من العشيرة الفلانية وبعض المؤسسات فيها نقل موظف من مكان لآخر وولكن العشيرة لا تقبل ونرجو من العشائر الالتفات والتماسك في العرف المقبو ولا ينفرط العقد".
كما أنتقد السيد الصافي بشدة حالات الانتحار بين صفوف الشباب في العراق.
وقال ان "هذه الحالة غير موجودة وهي لا تعد اصلا ووجدنا انها عند الشباب وفي ريعان عمرهم وننصحهم بان الانسان في بداية شبابه قد يبتلي في تجربة مادية يخسر فيها وفي تجربة علمية اجتماعية قد لا يتفوق بها أو يمر بتجربة عاطفية مثل فشله بالزواج من امراة وغيرها وهذا الشاب لا يملك تجربة واسعة، وتبقى هذه المشاكل في صدره ولا يجد أبا متفرغا له او أسرة تحاول ان توجه سلوك ولدها وهو في مجموعة من الاصدقاء يحملون رؤى وافكار قد تكون تشاؤمية ويحاول اذا فشل في اول تجربة له ان يرى الدنيا قد اسودت في عينه ان يجعل ضبابية وغشاوة على قلبه وعينه ولا يفكر الا بهذه المشكلة ويرى ان المنافذ قد اوصدت عنده ويذهب للانتحار".
وخاطب السيد الصافي الشاب بالقول "أنتم الأمل ولا يمكن إنهاء الحياة في تجربة واحدة او عشرة ويجب الصحو ولا تأخذوا النصيحة من فاشل بل من انسان ناجح والتعلم من استنصاح الاخرين والانتحار عمل المنهزمين".
وأضاف "هناك تربية وثقافة وافدة الينا ونقر بالظروف الصعبة والبطالة ولكن ليس النتيجة الانتحار بل التحدي والاصرار والعزيمة وعدم التفكير بطريقة سلبية وعلى الآباء الجلوس مع الأبناء ويجب التفكير بالمستقبل والتحلي بالصبر والقوة والخشونة في الرجولة مطلوبة واذا اراد الانسان شيئا حصل عليه فلماذا هذا اليأس والاحباط؟".
وأكد ان "الانتحار مهزوم وفاشل وجبان من مواجهة الحياة، وسماعنا بالانتحار يؤذينا وعلى الشباب ان يكونوا أكثر قوة وندعو الشباب الى ان نراهم في طليعة بناء هذا البلد بعيدا عن هذه الممارسات المرفوضة".