وتسود العراق حالة من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه قرارات اليونسكو بخصوص طلب قدمته بغداد منذ عام 2010 لضم مدينة بابل الأثرية إلى لائحة التراث العالمي، ويسعى ناشطون مهتمون بالتراث والآثار العراقية لدعم ذلك المسعى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي أرسل رسالة إلى رؤساء الوفود العربية والأجنبية المجتمعين في مؤتمر اليونسكو بالعاصمة الأذربيجانية أملاً في دعم الجهود العراقية الرامية إلى وضع مدينة بابل ضمن لائحة التراث العالمي.
وأشار الحلبوسي في الرسالة إلى كون حضارة بابل القديمة إنجازاً في الفن والعمارة والفكر والقانون يزيد عمره على سبعة آلاف عام، وأضاف أن حماية آثار العراق ومدينة بابل التاريخية مسؤولية العالم الحُر، معتبراً أن التصويت على ضم بابل للائحة التراث العالمي يعد حماية للتراث الإنساني.
وتمثل آثار بابل الحضارة البابلية التي مرت بالعديد من السلالات الحاكمة، والتي استمرت منذ عام 1880ق.م إلى عام 500 ق.م، وكان أبرز من حكمها القائد حمورابي، والملك نبوخذ نصر، وأهم آثارها الحدائق المعلقة ومسلة حمورابي وبرج بابل وأسد بابل وبوابة عشتار.
ترشيح وترقب
وتتبع ترشيحات عام 2019 تقييماً مطولاً يتم خلاله إرسال الخبراء الميدانيين للتحقق من الوجهات المرشحة، وتقييم ما يجري القيام به للحفاظ عليها، ومن الممكن إعادة ترشيح المواقع التي لا يتم اختيارها في السنوات اللاحقة.
وسيعلن حساب تويتر التابع لليونسكو الاختيارات الجديدة في غضون دورة الانعقاد التالية التي ستختتم بحلول العاشر من يوليو/تموز الجاري، وسيلقي المشاركون في أذربيجان كذلك نظرة على حالة الحفاظ على الممتلكات في قائمة التراث العالمي التي في خطر.
وتضم قائمة مواقع اليونسكو -التي بدأت عام 1978- وجهات شهيرة مثل تاج محل في الهند والبتراء في الأردن وجزر غالاباغوس في الإكوادور وبرج بيزا المائل في إيطاليا.
وجرى تقسيم ترشيحات عام 2019 إلى فئات مختلفة، بينها المواقع الطبيعية مثل متنزه فاتناكوكول الوطني في أيسلندا، والمواقع الثقافية مثل بابل في العراق، والمواقع المختلطة التي تجمع بين العناصر الطبيعية والثقافية مثل مدينة باراتي في البرازيل.
وقال آدم ماركهام نائب المدير التنفيذي للهيئة إن مواقع ذات أهمية طبيعية وثقافية كبيرة ستدخل هذا التصنيف، ويتوقع أن تكون بابل العراقية منها.
وتشهد نقاشات اليونسكو جدلاً متصاعداً حول قضايا التغير المناخي، ويخشى الخبراء من أن تؤدي التغيرات المناخية إلى ظواهر جوية، وتفاقم الجفاف وحرائق غابات تضر مواقع التراث العالمي الحالية، خاصة المواقع المعروفة بطبيعتها المتنوعة.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، انسحبت الولايات المتحدة من اليونسكو بزعم أن المنظمة معادية لإسرائيل لأنها منحت عضوية كاملة لفلسطين، وحددت مواقع للتراث الفلسطيني تعتبرها إسرائيل مواقع يهودية خاصة بها.
شروط قائمة اليونسكو
وكشفت قيادة شرطة محافظة بابل (جنوبي العراق) عن تحقيق أحد شروط منظمة اليونسكو المتمثل في تأمين مدينة بابل الأثرية، وإبعادها عن العسكرة، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وانطلقت قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عن طريق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وصادقت 189 دولة عليها، ومن خلال هذه الاتفاقية تحصل المواقع المدرجة في هذا البرنامج على مساعدات مالية تحت شروط معينة.
وهناك عشرة معايير للمواقع المرشحة؛ منها أن تكون ذات "قيمة عالمية استثنائية"، أو تكون مثالاً بارزاً على نوعية معمارية معينة، أو تمثل شهادة فريدة من نوعها لتقليد ثقافي لحضارة قائمة أو مندثرة.