ولرمزية المكان دلالات كبيرة جدا، فمحافظة نينوى التي كانت عاصمة ل"دولة داعش" المزعومة والتي عانت من المجموعات الإرهابية المتطرفة وأفكارها التكفيرية من 2003 إلى وقت قريب ودفعت ثمنا غاليا من خيرة أبنائها ، بدأت تنفض عن نفسها غبار تلك الأفكار المتطرفة وتنهض من جديد .
ويحمل انعقاد هذا المؤتمر الاسلامي الدولي في الموصل رسالة واضحة مفادها أن انطلاقة القضاء على الفكر التكفيري ستكون منها، كما انتهت داعش عسكريا بتحريرها.
ولاشك أن توقيت انعقاد المؤتمر الدولي هو له ايضا اهميته البالغة كونه يتزامن مع التطورات التي تشهدها منطقتنا العربية والإسلامية ومنها ما يسمى بصفقة القرن، الى جانب محاولة الأعداء إعادة استخدام المجموعات المتطرفة من جديد لتحقيق مشاريعهم التدميرية في المنطقة مع بداية خطوات صفقة العار والخيانة التي تهدف الى تمكين الصهاينة من كامل تراب فلسطين وتوطين اللاجئين في الدول التي يسكنون فيها.
من المؤكد المؤتمر الدولي الفكري الثاني لمكافحة التطرف المقرر انعقاده في مدينة الموصل سيكون له موقف واضح وصريح لرفض هذه (الصفقة - المؤامرة) وهو لن يتردد ابدا في التضامن مع الشعب الفلسطيني الرافض للتفريط بارضه ومقدساته ، إلى جانب دور المؤتمر الاساسي والحساس في محاربة ظاهرة التطرف والتكفير التي قدمت خدمات مجانية كثيرة للمشروع التوسعي الصهيوني وساعدت في انتشار الكراهية والتنافر والتعصب الطائفي في العالم الاسلامي.