لا نقول هذا لمجرد وقوع حادثة او حادثتين او ثلاث، بل لمئات حوادث الاعتداء على ضيوف الرحمن، من قبل القوات السعودية، التي من المفترض ان تكون الساهرة على امنهم وراحتهم.

قد يعترض معترض، انه لا يمكن اغفال الخدمات التي تقدمها هذه القوات لضيوف الرحمن خلال مواسم الحج والعمرة، ولا يجب ان تضيع حادثة هنا او حادثتان هناك، كل تلك الجهود الخيرة، ولكننا نرد على ذلك بالقول، اننا لا نتحدث عن حادثة او حوادث منفردة وعارضة، بل لمئات الحوادث التي وثقتها هواتف الحجاج، وهذا التوثيق قد يشكل قطرة من الاعتداءات والانتهاكات التي لم ترصدها عدسات هواتف الحجيج، كما ان التعرض ، مجرد التعرض لضيوف الرحمن من قبل قوات الامن والشرطة السعودية، حتى لو كان المذنب الحاج نفسه، لايمكن تبريره بالمطلق، فهذه القوات لا تتعامل مع مشاغبين او اشخاص قدموا الى السعودية للبيع والشراء او السياحة والاستجمام ، بل هؤلاء تركوا اوطانهم واهليهم ، وهم في العادة اناس متدينيون وملتزمون، جاؤوا الى اقدس مكان في الارض ، لاداء اقدس المناسك الاسلامية، فهم ضيوف على الله سبحانه وتعالى، واهانة هذا الضيف ، ناهيك عن ضربه بوحشية، هو التعرض ، والعياذ بالله، لله سبحانه وتعالى، فالانسان العادي يضحي بنفسه من اجل ضيفه ، فما بالك عندما يكون هذا الضيف في ضيافة الرحمن نفسه.

للاسف الشديد، التعامل الذي يصل الى حد الوحشية الذي تتعامل به قوات الامن والشرطة والجيش السعودي مع ضيوف الرحمن ، والذي استشعره وصادفه وتعرض له اغلب ضيوف الرحمن بشكل او بآخر، هو نتيجة القراءة المتزمتة والبعيدة كل البعد ، عن الفطرة الانسانية، لتعاليم الاسلام السمحاء، التي زرعتها الوهابية في اجيال متوالية في السعودية، فهؤلاء عادة ما ينظرون الى جميع المسلمين في العالم، على انهم مشركون، وهذه النظرة هي التي تسوغ لهم التعامل الجلف والقاسي والوحشي مع ضيوف الرحمن دون ان يرتد لهم جفن، فهذه القراءة جعلت من السعودية رحيمة على الكفار، كما في تعاملهم مع الامريكيين والغربيين، وشديدة العقاب على المسلمين وضيوف الرحمن.

اخترنا لمتصفحينا الكرام هذا الفيديو القصير من بين مئات الفيديوهات، التي تفضح التعامل الوحشي لقوات الامن والشرطة السعودية مع ضيوف الرحمن، وفي داخل الحرم الالهي الامن، حيث تنهال مجموعة من الجنود بالضرب المبرح على احد الحجاج رغم توسل النساء بهم.