دوي سقوط جورج نادر يُسمع في واشنطن وأبوظبي

السبت 8 يونيو 2019 - 13:22 بتوقيت مكة
 دوي سقوط جورج نادر يُسمع في واشنطن وأبوظبي

مقالات - الكوثر: بالرغم من ان اسمه ورد أكثر من مئة مرة في تقرير المحقق الاميركي الخاص روبرت مولر عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، ورغم تورطه في العديد من القضايا السياسية والاخلاقية ، الا انه كان يفلت منها بفضل شبكات معقدة نسجها لدى صناع القرار في امريكا والشرق الاوسط ، ولكن رجل بن زايد في البيت الابيض ، سقط هذه المرة والى الابد.

انه رجل الأعمال اللبناني - الأميركي جورج نادر ، البالغ من العمر 60 عاما ، والذي تم اعتقاله قبل ايام ، في مطار جون كينيدي بنيويورك, بعد عودته من دبي ، ووجهت له تهمة ، استغلال الأطفال في المواد الإباحية على هاتفه المحمول.

الملفت ان قضية استغلال جورج نادر للاطفال جنسيا ليست جديدة ، فهي تعود الى ثمانينيات القرن الماضي عندما حكمت عليه محكمة هولندية ، كما انه سجن لنفس السبب في تشيكيا لمدة عام ، وتم توقيفه لذات السبب ايضا ، في عام 2018 في مطار دالاس في امريكا.

الملفت اكثر ، ان هذا الرجل الشاذ جنسيا ، مقرب جدا من حكام الامارات والسعودية وكذلك الادارة الامريكية الحالية ، بل انه يمثل حلقة الوصل بين بن زايد و الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، وتربطه علاقات قوية مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، "ايباك"، وعمل مستشارا لإيريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر سيئة السمعة في العراق بعد غزوه عام 2003.

القاء القبض على جورج نادر يشكل ضربة قوية للرئيس الامريكي ترامب، والعلاقة الحميمة التي تربطة بالمحمدين، محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي ، و محمد بن سلمان ولي عهد السعودية ، وجهها منافسو ترامب في الحزب الديمقراطي، بعد تمادي المحمدان ، في استغلال ترامب وتحويلة الى اداة لتمرير ساستيهما في الشرق الاوسط، في مقابل الدفع نقدا له.

يمكن وصف اعتقال جورج نادر ، بضربة معلم، فالديمقراطيون يسعون من خلال هذا الاجراء ، الى فتح ملف جديد لترامب وهو ملف جريمة استغلال الاطفال جنسيا ، ارتكبها احد المقربين منه ، وهي جريمة لا يتساهل معها الراي العام الغربي عادة ، وقد تعطي زخما لجهود الديمقراطيين الرامية ليس الى عزل ترامب فحسب بل الى اعتقاله، وهو ما اشارت اليه رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ، كما تشكل ضربة لمعسكر الحرب الذي يقوده المحمدان الى جانب مستشار ترامب للامن القومي جون بولتون ورئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والذين يشكلون "الفريق باء" ، الذي يسعى بشتى السبل لتوريط ترامب في حرب ضد ايران.

من الواضح ان الديمقراطيين، يلعبون اللعبة بذكاء ، فاكثر نقاط قوتهم تكمن في ضعف الشخصيات المقربة من ترامب ، وفي ترامب نفسه ، وهي نقاط تتراوح بين الشذوذ الجنسي كما هو حال جورج نادر ، والشذوذ السياسي كحال بولتون و وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، والشذوذ الاخلاقي والسياسي كحال المحمدين ، والشذوذ الاخلاقي والسياسي كحال ترامب نفسه ، فاستغلال هذه الحالة اذا لم تفض الى عزل ترامب ، فانها ستقلص حظوظه حتما في الفوز بولاية رئاسية ثانية.

جمال كامل

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 8 يونيو 2019 - 13:21 بتوقيت مكة