ماذا قال فحول اللغة العربية حول كلمات الامام علي عليه السلام؟

السبت 1 يونيو 2019 - 11:24 بتوقيت مكة
ماذا قال فحول اللغة العربية  حول كلمات الامام علي عليه السلام؟

الكوثر - ليس غريباً أن يكون الإمام علي (ع)، عالماً متمكناً في العلوم الفقهية واللغوية وأوليات علم الحساب التي تخص عمليات توزيع الإرث وتحصيل الزكاة وحل بعض المسائل الحسابية المتضمنة كسوراً ، وهو الذي تربى في أحضان النبوة ونهل علمه منها ، حيث يقول الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وآله) : «أنا مدينة العلم وعلي (ع) بابها ، فمن أراد العلم فليأت بابه» 1 .

 

وفي هذا المقام يقول عباس محمود العقاد : فقلَّ أن سمعنا بعلم من العلوم الإسلامية أو العلوم القديمة لم ينسب إليه (أي للإمام علي) ، وقَلّ أن تحدث الناس بفضل لم ينحلوه إياه، وقلّ أن يوجه الثناء بالعلم إلى أحد من الأوائل إلاّ كانت له مساهمة فيه 2.

ويقول أيضاً : تبقى له ( للإمام علي) الهداية الأولى في التوحيد الإسلامي والقضاء الإسلامي والفقه الإسلامي، وعلم النحو العربي وفن الكتابة العربية . مما يجوز لنا أن نسميه أساساً صالحاً لموسوعة المعارف الإسلامية في العصور أو يجوز لنا أن نسميه موسوعة المعارف الإسلامية كلها في الصدر الأول في الإسلام . وتبقى له مع هذا فرائد الحكمة التي تسجل له في ثقافة الأمة الإسلامية على تباين العصور 3.

وهنا نحب أن نشير أنه حتى أبي العلاء المعري يقول عن الإمام علي(عليه السلام) 4:

وعلى الأفق في دماء الشهيد***ين علي (ع)ونجله شاهدان

فهما في أواخر الزمان فجرا***ن وفي أولياته شفقان

وإضافة إلى ما يمتلكه الإمام علي(عليه السلام) من علم ونفاذ بصيرته فإنه ما فتئ يحثّ على طلب العلم ويذكر أهميته فيقول على سبيل المثال : تعلّم العلم فإنه إن كنت غنياً زانك ، وإن كنت فقيراً

صانك . ثروة العلم تنجي وتبقي ، وثروة المال تهلك وتفنى . ثروة العاقل في علمه وثروة الجاهل في ماله . ويقول أيضاً : كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلاّ وعاء العلم فإنه يتسع به 5 .

اشتهرت قصار حكمه ( عليه السلام ) شهرة واسعة بين الأدباء والبلغاء ، حتّى قال الجاحظ وهو الناقد البليغ وصاحب المؤلّفات المعروفة في الأدب والبلاغة : وددت لو أنّي أعطيت جميع مصنّفاتي وقطعت أنسابها عنّي ، وأخذت بدلها ثلاث كلمات منسوبة إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وصارت منسوبة إليَّ .

وإليك بعض حكم الإمام علي (عليه السلام) القصار :

1ـ قال ( عليه السلام ) : ما أخذ الله تعالى على أهل الجهل أن يتعلّموا ، حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلموا

2ـ قال ( عليه السلام ) : البخل والجبن والحرص من أصل واحد ، يجمعهن سوء الظن بالله تعالى

3ـ قال ( عليه السلام ) : كل شيء يعز حين ينزر ، والعلم يعز حين يغزر

4ـ قال ( عليه السلام ) : تجنّبوا الأماني فإنّها تذهب بهجة ما خولتم ، وتصغّر مواهب الله عندكم ، وتعقبكم الحسرات على ما أوهمتم أنفسكم

5ـ قال ( عليه السلام ) : أوصيكم بخصال لو ضربتم إليها آباط الإبل كن أهلا لها : لا يرجون أحد إلاّ ربّه ، ولا يخافن إلاّ ذنبه ، ولا يستحيين إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول : لا أعلم ، ولا يستحيين إذا لم يعلم الشيء ، أن يتعلّمه

6ـ قال ( عليه السلام ) : من قوي فليقو على طاعة الله ، ومن ضعف فليضعف عن محارم الله

7ـ قال ( عليه السلام ) : إنّ أخيب الناس سعياً وأخسرهم صفقة رجل أتعب بدنه في آماله ، وشغل بها عن معاده ، فلم تساعده المقادير على إرادته ، وخرج من الدنيا بحسرته ، وقدم على آخرته بغير زاد

8ـ قال ( عليه السلام ) : إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه

9ـ قال ( عليه السلام ) : يجب على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه ، مالكاً للسانه ، مقبلاً على شأنه

10ـ قال ( عليه السلام ) : القريب من قرّبته المودّة وإن بعد نسبه ، والبعيد من باعدته العداوة وإن قرب نسبه

11ـ قال ( عليه السلام ) : الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ، لأنّه لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا علم لا فهم معه ، ولا قراءة لا تدبّر فيها

12ـ قال ( عليه السلام ) : من أراد أن ينصف الناس من نفسه ، فليحب لهم ما يحب لنفسه

 

المصادر:

[1] عز الدين ابن الأثير الجوزي (1994) «أسد الغابة في معرفة الصحابة» تحقيق علي (ع)محمد عوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت 4 : 95 .

[2] عباس محمود العقاد (1967) «عبقرية الإمام علي» دار الكتاب العربي ، بيروت : 190 .

[3] المصدر السابق : 194 .

[4] المصدر السابق : 6 .

[5] علي (ع)بن أبي طالب (1993) «نهج البلاغة»، شرح محمد عبده : 4 ، مؤسسة الأعلمي بيروت : 671

.

المصدر: موقع التبيان

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 1 يونيو 2019 - 11:22 بتوقيت مكة