الجعفري: اتفاق خفض التصعيد في إدلب مؤقت

السبت 18 مايو 2019 - 09:38 بتوقيت مكة
الجعفري: اتفاق خفض التصعيد في إدلب مؤقت

سوريا - الكوثر : أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أنه ليس هناك دولة في العالم تقبل الرضوخ للتهديد الإرهابي وتعريض حياة مواطنيها للخطر أو سلب حقها السيادي والدستوري في الدفاع عن مواطنيها

 

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية: إننا وعلى خلاف ما يتصوره البعض لا نعارض عقد هذه الجلسة فهي تتيح الفرصة لنا ولعدد آخر من الدول عرض حقيقة ما يجري في مدينة إدلب التي يسيطر عليها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلا أننا نود في هذا الإطار التعبير عن تحفظنا حيال المقاربات المسيسة التي تتبعها بشكل ممنهج دول أعضاء في مجلس الأمن من خلال طلب عقد مثل هذه الجلسات بشكل متكرر عندما تتخذ الدولة السورية وحلفاؤها إجراءات قانونية لحماية مواطنيها من ممارسات المجموعات الإرهابية.

وأوضح الجعفري أن هذه الدول ذاتها تستمر بتجاهل جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الأمريكي غير الشرعي في سورية بالتواطؤ مع ميليشيات عميلة له وفي مقدمتها “قسد” بما في ذلك تدمير مدينة الرقة بالكامل وقتل وتهجير أهلها الأمر الذي أكدته حتى منظمة العفو الدولية مؤخراً عندما قالت إن هجمات “التحالف الدولي” حولت مدينة الرقة إلى أكثر المدن دماراً في التاريخ الحديث إضافة إلى الجرائم المروعة التي شهدتها محافظة دير الزور والتي أدت إلى إزهاق أرواح آلاف المدنيين وتهجير عشرات الآلاف غيرهم

وبشكل خاص في منطقة الباغوز وقبل أيام في بلدة الشحيل وكذلك احتجاز عشرات آلاف المدنيين السوريين رهائن في مخيم الركبان بمنطقة التنف مشيرا إلى أن هذا النهج الانتقائي المعتمد من قبل بعض أعضاء مجلس الأمن يمثل دعما للإرهابيين وتأليبا وتجييشا ضد الدولة السورية وعرقلة لجهودها في حماية مواطنيها ومكافحة الإرهاب.

وبين الجعفري أن مدينة ادلب وبعض المناطق المجاورة لها في شمال غرب سورية تخضع لسيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على قائمة مجلس الأمن للتنظيمات والكيانات الإرهابية واستغل هذا التنظيم الإرهابي عدم التزام النظام التركي بتعهداته بموجب اتفاق خفض التصعيد وتفاهمات أستانا وسوتشي لفرض سيطرته على إدلب وخلق بؤرة إرهابية تبتز الدولة السورية.

وقال الجعفري: هنا أشير ردا على ما تفضل به مندوب بلجيكا إلى أنه ليس هناك هجوم عشوائي على المواطنين السوريين المدنيين في إدلب بل هناك عمليات عسكرية يقوم بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ضد كيان إرهابي مدرج على قوائم مجلس الأمن بهدف تحرير المدنيين السوريين في إدلب من استخدام تنظيم جبهة النصرة الإرهابي لهم رهائن ودروعا بشرية مؤكدا أنه ما كان للإرهابيين الذين يحتلون إدلب أن يستمروا باعتداءاتهم واستفزازاتهم لولا الدعم الذي تقدمه السلطات التركية لهذا التنظيم الإرهابي وتنكرها لتعهداتها بموجب تفاهمات أستانا وسوتشي.

وأشار الجعفري إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يضم في صفوفه عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب الذين قامت حكومات دول معروفة وبعضها أعضاء في مجلس الأمن بتجنيدهم واستقدامهم من جميع أنحاء العالم لينضووا في تنظيمات إرهابية متعددة التسميات والولاءات كتنظيم “حراس الدين” و”جيش المهاجرين والأنصار” و”جيش تركستان الشرقية” وغيرها وهو الأمر الذي أكدته تقارير الأمم المتحدة ذات الصلة وكل هذه التنظيمات لها أسماء لا علاقة لها بسورية من قريب ولا من بعيد ولكن يحلو للبعض أن يسميهم أحيانا “معارضة سورية مسلحة معتدلة”.

ولفت الجعفري إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يتخذ مئات آلاف المدنيين دروعاً بشرية ويرتكب بحقهم أبشع الجرائم الهمجية وينشر الموت والخراب والدمار ويستبيح المرافق المدنية بما فيها المشافي والمدارس التي حولها إلى مراكز لاحتجاز وتعذيب وقتل كل من يرفض فكره التكفيري المتطرف وأحكامه الجاهلية والأنكى من ذلك هو أن رعاة هذا التنظيم استحدثوا له ذراعاً إجرامية سموها “الخوذ البيضاء” تحظى برعايتهم وتفوز بجوائزهم الاستخباراتية.

وبين الجعفري أن جرائم هذا التنظيم الإرهابي لم تقتصر على المناطق التي يسيطر عليها بل امتدت لتطال مدن حلب وحماة واللاذقية ومحردة والسقيلبية وغيرها من المناطق السورية الآمنة بالقذائف والصواريخ العشوائية التي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين جلهم نساء وأطفال ولم نسمع أي تحرك من “حملة القلم الإنساني” في هذا المجلس للمبادرة إلى الدعوة لعقد جلسة للمجلس لمناقشة هذا التطور الخطير متسائلا متى ستتوقف حكومات بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن وخارجه عن رعاية الإرهاب في سورية ومؤكدا أن “ثناء” مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على ما يقوم به النظام التركي في شمال غرب سورية يسقط أي مصداقية لكلامهم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 18 مايو 2019 - 09:32 بتوقيت مكة
المزيد