ونقلت الصحيفة في تقرير نقلته أمس الخميس عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى من الشرق الأوسط قوله، إن ممثلين عن الاستخبارات الإسرائيلية عقدوا في الأسابيع القليلة الماضية سلسلة اجتماعات في واشنطن وتل أبيب مع زملائهم الأمريكيين حذروا فيها الولايات المتحدة من خطط إيرانية مزعومة لاستهداف القوات الأمريكية في العراق وشن هجمات على السعودية والإمارات.
ودفعت تلك المزاعم إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى اتخاذ سلسلة إجراءات عسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك إرسال مجموعة سفن ضاربة إلى الخليج الفارسي ونشر قاذفات استراتيجية ومزيد من صواريخ "باتريوت" وتحديث خطط البنتاغون لمواجهة إيران.
وأوضحت الصحيفة أن التهديد المحتمل الجديد الذي زعمته الاستخبارات الإسرائيلية هو نقل إيران لعدد من الصواريخ القادرة على استهداف "إسرائيل" إلى الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران في منطقة بحيرة الرزازة غربي العراق.
ويبدو أن سيناريو الحرب يأتي في مجرى الأجندة الرسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفته الصحيفة بأنه "مهووس بتطلعات إيران الاستراتيجية" وحتى تحدث عن سيناريو المواجهة العسكرية مع إيران على مستوى المنطقة في أعقاب مشاركته في مؤتمر وارسو لقضايا الشرق الأوسط الذي نظمته الولايات المتحدة في فبراير الماضي.
غير أن محللين ومسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين سابقين أبدوا قناعتهم بأن تل أبيب لا تتطلع إلى الحرب، خوفا من تداعيات محتملة قد يجلبها إليها هذا النزاع.
واعتبر بعض المسؤولين الإسرائيليين، حسب الصحيفة، أن جولة التصعيد الأخيرة حول قطاع غزة مرتبطة مباشرة بـ"لعبة الشطرنج" بين إيران والولايات المتحدة، وخاصة أن لدى طهران تأثيرا على حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قد تتعرض كذلك في حال اندلاع الحرب لهجمات من الأراضي السورية، حيث تشن على مدى سنوات غارات جوية على ما تصفه "مواقع عسكرية إيرانية".
لكن أكبر خطر تواجهه إسرائيل في حال احتدام الحرب هو "حزب الله" اللبناني الذي تقدر ترسانته بنحو 130 ألف صاروخ، وذلك أكثر بكثير مما يتطلب للتغلب على الدفاعات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق في حكومة نتنياهو ومسؤول استخباراتي رفيع المستوى: "إذا استخدمت (إيران) "حزب الله" فإن ذلك سيكون مدمرا، ولا أعرف كم مبنى في تل أبيب سيدمر".