وخلال كلمة القاها الاثنين امام المؤتمر السنوي لرابطة قادة السلام في باريس قال كمال خرازي، انه في هذا العصر الذي تعتبر فيه بعض الدول انتهاك القوانين الدولية والخروج من المعاهدات الدولية وسيلة لتحقيق رغباتها وتملي بمنتهى الغطرسة مصالحها على الاخرين وتتجاهل حتى حقوق حلفائها سوف لا نشهد افول التعددية فقط بل ستمضي في طريق الانهيار.
واضاف انه للاسف في السنوات الاخيرة شهدنا مرارا ان القوى الكبرى عندما تواجه الفشل في الحصول على قرار من مجلس الامن يسمح لها القيام باجراءات عسكرية تبادر عبر تشكيل تحالفات خارج اطار مجلس الامن للقيام بعمليات تدخل عسكري في مختلف المناطق لضمان مصالحها علي غرار التدخل العسكري من قبل اميركا وحلفائها في العراق وليبيا وسوريا.
وانتقد خرازي النهج الاميركي وقال ان اميركا ومن خلال استغلال ظروف العولمة وتبعية القوى الاقتصادية بالعالم فانها ترتهن النظام المصرفي والمالي بالعالم وتقوم من خلال اشكال الحظر ضد الدول والشركات والبنوك التي لا تنصاع لها بمعاقبتها ماليا وتهديدها بقطع علاقاتها مثلما نشهده اليوم من حظر مفروض علي ايران، فهل يمكن اطلاق اسم على هذه الممارسة غير الامبريالية المالية؟.
واضاف، ان هذه الامثلة تدل علي ان التعددية تمضي نحو الانهيار في ظل اجراءات اميركا احادية الجانب ولكن لاشك انه ينبغي الحيلولة دون موتها كطريق وحيد يكمن الاعتداد به لخفض المشاكل والازمات الاقليمية والدولية وللحيلولة دون استغلال ذلك من قبل قوى تعتبر نفسها مالكة العالم.
واكد خرازي على 3 محاور لتحقيق 'التعددية الحديثة' وهي 'مواجهة نهج التفرد واتخاذ مواقف قوية تجاه الحكومات التي تقوم عبر انتهاج هذا الاسلوب بانتهاك الاتفاقيات الدولية وفرض القرارات غير المنطقية وغير القانونية على الاخرين وتخلق التحدي امام النظام العالمي وتفرض الضغوط علي الشعوب الاخرى عبر ممارسة الارهاب الاقتصادي' و'ايجاد اصلاحات في هيكلية مجلس الامن الدولي واساليب اتخاذ القرار' و'تغيير السلوك غير العادل للقوي الكبري ورؤية دول الشمال لدول الجنوب'.
واكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ان ايران لا تسعي للتنافس مع السعودية او باقي دول المنطقة واضاف، ان ايران سارعت الي دعم حكومتي سوريا والعراق ضد الارهاب بطلب منهما فيما دعمت السعودية الارهاب فيهما لاسقاط حكومتيهما ، اذن فان القضية ليست تنافس بل قضية دعم السعودية للارهاب وتصدي ايران للارهاب.
واشار الي قرار اميركا بادراج الحرس الثوري ضمن لائحة الارهاب وقال، ان اميركا والحكومات التابعة لها لا تدعم فقط الجماعات الارهابية لتحقيق اهدافها بل تدرج ايضا القوات التي لعبت الدور الاساس في دحر الارهاب ضمن لائحة الارهاب.
واكد بان المواجهة المؤثرة والفاعلة لمعضلة الارهاب والتطرف المعقدة بحاجة الي عزم وارادة جادة من قبل المجتمع الدولي والتعاون الجماعي من قبل الحكومات وقطع الدعم المالي والايديولوجي للجماعات الارهابية.
واشار الي فشل مختلف المشاريع التي طرحت حول القضية الفلسطينية واعتبر المشروع الجديد المسمي 'صفقة القرن' بانه يزيد الازمة تعقيدا لانه ياخذ مصالح الكيان الصهيوني فقط بنظر الاعتبار وهو في الواقع هدية لهذا الكيان للقضاء علي القضية الفلسطينية.