وفي أحدث التطورات، استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ومن بين شهداء القصف الإسرائيلي العنيف سيدة وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون شرقي مدينة غزة، كما دمرت طائرات الاحتلال سبعة مبان سكنية في مناطق متفرقة من القطاع، في حين أعلنت وزارة الصحة بالقطاع إصابة أكثر من أربعين فلسطينيا بجراح مختلفة، بينهم من وصفت حاله بالخطيرة.
وذكر مراسل الجزيرة صباح اليوم أن القصف الجوي استهدف شرق مدينة غزة واللسان البحري على شاطئ بحر شمال القطاع، تزامنا مع عشرات القذائف المدفعية.
كما أعلن جيش الاحتلال في بيان اليوم استدعاء لواء المدرعات السابع إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة، "لمواصلة الجهود الدفاعية المختلفة".
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري الأمني المصغر، حيث أمر نتنياهو الجيش بمواصلة هجماته بقوة.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن إسرائيل مستعدة لخوض المعركة حتى لو كانت في ذكرى قيامها التي ستحل قريبا، بينما قال وزير البناء والإسكان يؤاف جالانت إن الوضع ليس واضحا وقد يؤدي التصعيد إلى معركة شاملة.
وبدوره، قال المتحدث باسم الجيش رونين مانيليس للإعلام الأجنبي إن الهجمات ستتواصل على قطاع غزة لعدة أيام، وإنه لا يوجد حديث عن وقف لإطلاق النار حاليا.
وقبل ساعات، ذكر شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعين لفصائل المقاومة الفلسطينية شمالي القطاع، ومبنى للشرطة البحرية في ميناء غزة، ومنزلين بمدينة خان يونس (جنوب)، ومصنعا للمنتجات البلاستيكية شمالي القطاع.
ووسع الاحتلال الإسرائيلي في الليل ضرباته العسكرية، بعدما كانت غاراته تستهدف مواقع المقاومة وأراضيَ زراعية في المناطق الحدودية.
وندّدت تركيا السبت بتدمير مبنى في قطاع غزة يضم مكتب وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية بقصف إسرائيلي، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تويتر "نُدين بشدّة الهجوم الإسرائيلي على مكتب وكالة الأناضول في غزة".
المقاومة ترد
في المقابل، قُتل إسرائيلي فجر اليوم الأحد بعد سقوط صاروخ أطلق من غزة على منزل بمدينة عسقلان، كما تلقى 58 إسرائيليا علاجا طبيا، بينهم 45 عانوا من الذعر، بحسب صحيفة هآرتس.
من جانبه قال قائد كبير في سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا.
وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرِها من المدن والبلدات الإسرائيلية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن أكثر من 450 صاروخا أطلق من غزة منذ أمس وحتى صباح اليوم، مضيفا أنه تم اعتراض 150 منها فقط.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المقاومة الفلسطينية أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة "حتسريم" الجوية ومطار "نيفاتيم" العسكري القريبَين من مدينة بئر السبع.
بدورها، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة توسيع دائرة ردها على القصف الإسرائيلي بقصف "أسدود" بعدد من الرشقات الصاروخية.
كما أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع للاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة -منذ صباح أمس السبت- بعشرات الرشقات الصاروخية، وذلك ردا على استباحة الاحتلال دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية يوم الجمعة.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في غالبية مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كلم عن قطاع غزة).
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في تغريدة إن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة، مضيفا "أدعو إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، أولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع".