وفي أول ظهور له بعد الحديث عن المحاولة الانقلابية، اكد مادورو استعادة ثماني دبابات استخدمها "الانقلابيون"، وقال إن 80% من الضباط المشاركين في "محاولة الانقلاب" تراجعوا عن مسعاهم.
واتهم مادورو في كلمة وجهها عبر التلفزيون الرسمي صباح اليوم الأربعاء، رئيس البرلمان خوان غوايدو ، الذي أعلن نفسه رئيسا، بالتحريض على انقلاب عسكري ، وقال إن الخطة جاءت من الولايات المتحدة وكولومبيا.
في المقابل، قال وزير الخارجية الامريكي لشبكة "سي إن إن" إن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع الأزمة الفنزويلية، بما فيها الخيار العسكري، واضاف أن الجيش الأميركي قادر على تلبية رغبة الرئيس في حال اختياره الخيار العسكري للتعامل مع فنزويلا !!.
وقبل ساعات، قال بومبيو على تويتر إن واشنطن تدعم بشكل كامل الشعب الفنزويلي فيما وصفه بالسعي إلى الديمقراطية والحرية، وتدعم دعوة غوايدو لإطلاق انتفاضة عسكرية ضد مادورو.
بدوره، قال الرئيس الامريكي في تغريدة على تويتر: "إذا لم توقف القوات المسلحة والمليشيات الكوبية فورا العمليات العسكرية، وتلك التي تسبب موتاً وتدمر دستور فنزويلا، فسيتم فرض حصار كامل وشامل، إلى جانب عقوبات على أعلى مستوى، على جزيرة كوبا.. آمل أن يعود كل الجنود الكوبيين بسرعة وسلام إلى جزيرتهم".
أما مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، فقال إن غوايدو هو الرئيس الشرعي للبلاد، وإن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع الأزمة.
وقالت وكالة رويترز إن إريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية والمؤيد البارز لترامب يخطط لإيفاد نحو خمسة آلاف جندي أميركي للمساعدة في الإطاحة بمادورو، حيث ذكرت عن مصادر مطلعة أن برنس عقد سلسلة اجتماعات بشأن خطته مع أشخاص مقربين من ترامب وعدد من أثرياء الجالية الفنزويلية، كان أحدثها في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأكد غوايدو عزمه على المضي قدما من أجل إنهاء حكم مادورو، ودعا أنصاره للخروج في الشوارع الأربعاء لتنظيم ما وصفها بـ "أكبر مسيرة رافضة لنظام مادورو في تاريخ فنزويلا".
في المقابل، جدد قائد الجيش الفنزويلي دعمه لمادورو، وحمّل المعارضة مسؤولية حدوث أي أعمال عنف أو سفك دماء في البلاد، كما أكد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو أن الجيش ما زال يدافع بحزم عن الدستور الوطني وسلطاته الشرعية.
وفي نيويورك، قال المندوب الفنزويلي لدى الأمم المتحدة سامويل مونكادا إنه ينبغي على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع لبحث "محاولات إجرامية تهدف إلى زعزعة استقرار بلاده"، وأعرب خلال مؤتمر صحافي عن ثقته بأن وضع مادورو آمن في السلطة.
وأضاف "إذا كان ما أظهره هؤلاء الأشخاص هذا الصباح هو كل ما عندهم فسنكون آمنين على مدار العشرين عامًا القادمة. يعني ليس لديهم شيء. الشيء الوحيد الذي لديهم -وهو أمر خطير- هو الحكومة الأميركية. هذا يمكن لهم حقا أن يعولوا عليه. نحن لسنا خائفين من شعبنا، نحن نتوخى الحذر واليقظة بشأن هذه القوة العظمى التي تحدث الفوضى في جميع أنحاء العالم، وتحاول فعل الشيء نفسه في فنزويلا".
وفي ردود الفعل الدولية، اتهمت الخارجية الروسية المعارضة في فنزويلا بإشعال نزاع المواجهات في البلاد بدل التوصل إلى تسوية سلمية لاختلاف وجهات النظر السياسية، وأنها اختارت مسار التحريض وانتهاك النظام العام عبر الاشتباكات.
كما دعت في بيان إلى الابتعاد عن العنف وتجنب الاضطرابات وإراقة الدماء، مشددة على ضرورة حل المشاكل التي تواجه فنزويلا من خلال عملية تفاوض مسؤولة دون شروط مسبقة.
من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ من التطورات، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب العنف، مؤكداً أن الأمم المتحدة على تواصل مع الأطراف المعنية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الحل الوحيد للأزمة في فنزويلا هو عبر الوسائل السياسية والسلمية والديمقراطية، مضيفة أن الاتحاد يرفض جميع أنواع العنف، ويدعو إلى ضبط النفس لتخفيف التوتر وتجنب الخسائر في الأرواح.