لم تتجاوز مدة الفيديو الدقيقة والنصف كثيرا ولكنها اظهرت ان تحركات القوات البحرية الاميركية في الخليج الفارسي بشكل قريب جدا وهذا يعني ان كل التحركات لهذه القوات في المنطقة تحت الرصد الدقيق لقوات حرس الثورة الاسلامية، وهي قادرة على توجيه ضربات موجعه لهذه القوات بسهولة ودقة تتماهى مع دقت الفيديو المعروض او ربما اكثر.
الفيديو اظهر بان الطائرة بدون طيار المستخدمة في الرصد كانت من طراز ابابيل ٣ وهي طائرة ايرانية مئة بالمئة وتم كشف الستار عنها عام ٢٠١٤ والطائرة قادرة على التحليق إلى ارتفاع ١٥ ألف قدم ولمسافة ٢٥٠ كلم؛ وبإمكانها إرسال الصور الملتقطة إلى محطات التحكم الأرضية أو أي نوع نظام استقبال آخر، وهي ذات محرك من نوع ٤ سيلندر بوقود البنزين وقادر على العمل لمدة ٨ ساعات؛ كما أن الطائرة مصنوع من الكامبوزيت، وفي هذا اذا ايضا رسالة للاميركيين ولعرابي السياسة الاميركية في المنطقة تقول ايران من خلالها ان القوات المسلحة الإيرانية باتت اليوم مجهزة باحدث التقنيات المحلية الصنع القدرة على ردع كل من تسول له نفسه التجرأ عليها، وهذا ما يجب ان يؤخذ بالحسبان خلال اي تصور للمواجهة مع هذه القوات.
حاملة الطائرات الاميركية وبحسب الفيديو الذي عرض فإنه من المرجح ان تكون «يو أس أس جون ستينيس» والتي وصلت إلى مياه الخليج في ديسمبر ٢٠١٨، حيث كانت اول حاملة طائرات اميركية تدخل المنطقة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الست عام 2015، وواكبت زوارق الحرس الثوري انذاك حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها، وأطلقت الزوارق طائرة من دون طيار، واختبرت صواريخ بعيداً من حاملة الطائرات، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
على الرغم من انه لم يصدر اي تعليق اميركي على هذا الفيديو حتى الان الا انه لا شك ان هذه الرسالة الإيرانية تحمل بعدا عسكريا كبيرا من الممكن يؤثر على ساحة التطورات السياسة الملتهبة بين البلدين منذ انسحاب اميركا من الاتفاق النووي وعزم تراب تشديد سياسته العدائية تجاه ايران.
مما لا شك فيه ان الإيرانيين لا يمكن ان ينصاعوا الى الطلبات الإميركية منهم وذلك بهدف تخفيف وطئة هذا التشديد الاميركي وذلك لان بعض الطلبات الأميركية تتعارض مع مبادئ الجمهورية الإسلامية، وما تعودناه من ايران ومنذ انتصار الثورة الإسلامية انها من الممكن ان تفاوض على السياسات ولكنها لا تفاوض على المبادئ وهذا ما ينظر اليه الإيرانيين على انه موروثهم السياسي من مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قد).
ومن خلال مروحة التصريحات الايرانية التي تبعت اعلان اميركا عدم تمديدها السماح لبعض الدول الاستمرار بإستيراد النفط الإيراني يمكن استنباط ما سبق، حيث يمكن تلخيص الموقف الإيراني باربعة محاور اساسية الاول والأهم الذي جاء على لسان قائد الثورة الإسلامية الذي اكد فيه ان على الاميركيين ان يعلموا بان عداءهم هذا لن يمر دون رد وسيتلقون الرد على ذلك، والثاني جاء من رواحاني حيث شدد ان الإيرانيين كانو ومازلوا رجال للتفاوض والدبلوماسية، كما انهم رجال الحرب والدفاع ايضا، رافضا التفاوض بصيغة البلطجية، واما المحور الثالث فصدر من الخارجية الايرانية التي اكدت ان الجمهوریة الاسلامیة لن تسمح لأي بلد أن یحل محلها في سوق النفط؛ محملة أمریكا والدول الثلاث(السعودية و الامارات و البحرين) مسؤولیة العواقب المحتملة، اذا فإيران لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري ضدها وهي تملك الكثر من اوراق الردع التي يمكن ان تستخدمها اذا ما استمرت القيادة الاميركية بسياستها الحالية ضدها، ويمكن القول ان الكرة اليوم في الملعب الأميركي لإعادة النظر في هذه السياسات.