وكشف مصدر مقرب من قيادة ما يسمى "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبر العمود الفقري لـ"قسد"، أن الأخيرة أرسلت قوات خاصة إلى حقل العمر النفطي بريف دير الزور استعدادا لشن عملية محتملة ضد قوات الجيش والقوات الرديفة على ضفاف نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية بدعم من قوات "التحالف الدولي"، بحسب ما نقل عنه موقع «باسنيوز» الكردي.
وأضاف المصدر: إن "قسد" سوف ترسل قوات إضافية من مناطق أخرى إلى حقل العمر النفطي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن العملية تهدف إلى قطع الطريق البرية من طهران مروراً ببغداد وصولاً لدمشق فبيروت، ولمنع قيام الجيش والقوات الرديفة "بإنشاء قواعد عسكرية في تلك المنطقة".
وربط المصدر انطلاق العملية بما سماه «موقف» الحكومة السورية وحلفائها في المنطقة، موضحاً أن «التحالف» أرسل تعزيزات إلى المنطقة تضمنت مدرعات وعربات دفع رباعي ومعدات لوجستية من أجل الغرض نفسه.
وكان لافتاً، أن تنظيم داعش الإرهابي الذي خرج من بلدة الباغوز اخر معاقله في شرق الفرات بعد اتفاق مع «قسد» و«التحالف» هو من بدأ بشن الهجوم في البادية الممتدة من جبل أبو رجمين شمال شرق تدمر وصولاً إلى ريف دير الزور الغربي، ضمن مساحة تصل إلى 4000 كلم مربع، ضد مواقع الجيش، ما يشير إلى تنسيق بين التنظيم من جهة و«قسد» و«التحالف» من جهة ثانية لشن هذا الهجوم ضد مواقع الجيش في المنطقة.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض في تقرير له أن هناك «تصعيداً كبيراً» في هجمات داعش وخلاياه ضمن مناطق متفرقة غرب نهر الفرات وفي البادية السورية منذ إعلان «التحالف» و«قسد» ما سموه «هزيمة» التنظيم المزعومة في شرق الفرات بتاريخ الـ23 من شهر آذار الفائت.
ولفت «المرصد»، إلى أن التنظيم «عمد إلى توصيل رسائل إلى المجتمع الدولي عبر تصعيد هجماته في سورية»، وأقر بتراجع عمليات ثأر التنظيم في مناطق سيطرة «قسد» شرق الفرات، في مقابل «تصعيد واسع» في مناطق غرب الفرات والبادية السورية حيث يسيطر الجيش العربي السوري.
وأشار «المرصد» إلى أن التنظيم هاجم قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة لها في منطقة الكراع ضمن بادية السويداء الشمالية الشرقية، أعقبه هجوم آخر استهدف منطقة بُقرص عند ضفاف الفرات الغربية حيث تتواجد قوات الجيش والقوى الرديفة لها.
وأضاف: لم يكتف التنظيم بهذه الهجمات بل صعد منها ضمن باديتي حمص ودير الزور، حيث نصب كمائن للقوى الرديفة للجيش في بادية الميادين الجنوبية، وهاجم قوات الجيش في بادية دير الزور الجنوبية الشرقية.
وبحسب «المرصد»، فإن الهجوم الأخير على منطقة الكراع كان الهجوم الأعنف من بين الهجمات الأخيرة والتي قضى فيها العشرات بين شهيد وجريح من قوات الجيش والقوى الرديفة لها، وسبقه هجوم للتنظيم على بادية القورية شرق دير الزور قضى خلال صده شهداء وجرحى من الجيش والقوات الرديفة أيضاً.
وأشار «المرصد» إلى أنه وخلال الفترة الممتدة من الـ24 من شهر آذار الفائت، حتى الـ20 من شهر نيسان الجاري، استشهد ما لا يقل عن 69 من قوات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة لها، خلال هجمات وتفجيرات للتنظيم في غرب الفرات وبادية دير الزور وحمص والسويداء، مقابل مقتل 22 من مسلحي التنظيم خلال الفترة ذاتها، في حين أكدت صفحات على موقع «فيسبوك» أن الجيش تصدى ببسالة لكل الهجمات السابقة، وأحبط جميع هجمات داعش مكبداً التنظيم خسائر فادحة.
في المقابل، بقيت عمليات داعش ضد «قسد» خجولة مقارنة بعملياته ضد الجيش، حيث قال ما يعرف باسم المكتب الإعلامي لولاية «البركة» الخاص بنقل أخبار التنظيم الارهابي في دير الزور: «إن مفرزةً أمنية من مسلحيه رصدوا شاحنة تقلُّ عدداً من مسلحي الميليشيات الكردية داخل مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، وفجّروا فيها عبوة ناسفة ما أدى إلى تدميرها ومقتل وإصابة من كان على متنها، على حين أكدت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أن 7 مسلحين من «قسد» قُتلوا بالتفجير وأصيب 6 آخرون.
كما أكد «المرصد» المعارض أن خلايا داعش وضمن عمليتها «عملية الثأر لولاية الشام» أقدمت على قتل مسلح من «قسد» بإطلاق النار عليه في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي.
ولفت «المرصد» إلى أن ما يسمى «الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب في البصيرة وريفها» التابعة لـ«قسد» أصدرت تعميماً يقضي بحظر التجوال في كل من البصيرة والصور وذيبان وغرانيج بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور من الساعة الـ9مساءاً إلى الساعة الـ5 فجراً، وذلك منذ تاريخ 23 نيسان حتى الثالث من شهر أيار القادم.
وأكد «المرصد» ارتفاع عدد القتلى إلى 280 من المسلحين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن قتلوا ضمن 4 محافظات هي حلب ودير الزور والرقة والحسكة بالإضافة لمنطقة منبج في شمال شرق محافظة حلب، والتي تسيطر عليها «قسد».
في الأثناء أعلنت إدارة معبر «سيمالكا» التابعة لـ«قسد» على الحدود السورية العراقية بمحافظة الحسكة إيقاف العمل في المعبر أمام رحلات المسافرين والبضائع التجارية من الحسكة إلى منطقة كردستان العراق وبالعكس ليوم واحد نتيجة خروج الجسر المخصص لذلك عن الخدمة بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر.
يأتي ذلك بعد أسبوع من الإعلان عن إعادة فتح المعبر عقب إغلاق استمر مدة أسبوعين للصيانة بعد ارتفاع منسوب مياه النهر أيضاً.
الوطن السورية