وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حزب العمال قادر على الاستفادة من تأخر الحكومة في تحويل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى واقع، وهو ما سيقود المحافظين إلى خسارة حوالي 59 مقعدا في الانتخابات البريطانية العامة في الأيام القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تأييد الناخبين لحزب المحافظين يبلغ أدنى مستوياته خلال السنوات الخمس الماضية، لكن تحليل معطيات الاستطلاع الانتخابي الذي أُجري ما بين 2 و11 نيسان/ أبريل الجاري، يظهر أن حزب العمال سيصبح أكبر حزب داخل مجلس العموم البريطاني. ومن المتوقع أن يتحصل الحزب الذي يترأسه كوربين على 296 مقعدا مقابل 259 مقعدا فقط للمحافظين.
ومن المرجح توجه أصوات الناخبين المحافظين في بريطانيا نحو حزب استقلال المملكة المتحدة، الذي يترأسه السياسي نايجل فاراج، والذي يدعم بشدة خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ويرجع ذلك أيضا إلى عدم قدرة رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي عن الإيفاء بوعدها القائم بتنفيذ البريكسيت بحلول 29 آذار/ مارس 2019.
ووفقا لاستطلاع الرأي الذي شمل 8561 شخصا، يعد زعيم حزب المحافظين السابق إيان دانكن سميث، ووزيرة الدولة للعمل والمعاشات آمبر رود، عُرضة لفقدان منصبيهما كنائبين في البرلمان عن حزب المحافظين. ومن جهته، يقول السير جون كورتيس، رئيس مجلس الاقتراع البريطاني، إن "فشل البريطانيين في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى الآن، سيكلفهم غاليا".
وفي مقاله الذي كتبه في صحيفة التلغراف البريطانية، ذكر كورتيس أن "ذلك لن يكون كافيا لإعطاء جيريمي كوربين أغلبية في مجلس العموم، لكن ذلك سيكون كافيا لجعله رئيس وزراء بريطانيا وينتقل إلى شارع داوننغ ستريت، إذا ما تمكن من الحصول على دعم الحزب القومي الإسكتلندي في مجلس العموم".
وذكرت الصحيفة أن دانكن سميث دعا تيريزا ماي إلى التنحي عن منصبها في أقرب وقت ممكن، واصفا عجزها عن تدبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكارثة الحقيقية. وفي حديثه إلى مقدمة البرامج البريطانية صوفي ريدج، قال النائب البريطاني: "تتمثل المشكلة الكبرى في انهيار تصنيفات التصويت بمجرد تأخرنا في مغادرة الاتحاد الأوروبي".
ومن جهته، قال مؤسس شركة "التقديرات الإحصائية لنتائج الانتخابات" المختصة في التحليل العلمي للانتخابات، مارتن باكستر، أن "تيريزا ماي تكتشف بالفعل سبب قيام ديفيد كاميرون بإجراء الاستفتاء، حيث لم يكن ذلك لغاية استرضاء النواب المشككين، لكنه كان لإيقاف نزيف المصوتين المحافظين الذين يتوجهون بأصواتهم نحو الأحزاب المؤيدة للبريكسيت".
تطرقت الصحيفة إلى نتائج استطلاع مؤسسة أوبينيوم للأبحاث، التي أظهرت أن حزب العمال يتقدم بسبع نقاط على المحافظين. والجدير بالذكر أن دعم المحافظين لحزبهم انخفض بحوالي ست نقاط خلال أسبوعين ليبلغ 29 بالمئة فقط، وهو أسوأ أداء منذ سنة 2014. وفي المقابل، يمتلك حزب كوربين 36 بالمئة من إجمالي المصوتين المتوقعين.
بينت الصحيفة أن مؤسسة يوجوف وجدت خلال هذا الأسبوع أن دعم حزب المحافظين انخفض إلى أدنى مستوى له في ست سنوات. وبالنظر إلى إحصائية أجرتها مجلة التايمز، يحظى حزب تيريزا ماي بتأييد 28 بالمئة من الناخبين في حالة إجراء انتخابات عامة، وهو ما يعني انخفاضا بأربع نقاط منذ بداية الشهر الحالي، لاسيما بعد أن صرح ثلث ناخبي المحافظين لسنة 2017 أنهم سيدعمونهم مرة أخرى.
يبدو أن حزب العمال ينفرد بصدارة تفضيلات الناخبين بواقع نسبة 32 بالمئة، في حين يحظى حزب الديمقراطيين الأحرار بنسبة 11 بالمئة وحزب استقلال المملكة المتحدة 6 بالمئة وحزب بريكسيت بواقع 8 بالمئة من أصوات الناخبين. ومن المحتمل أن قدرة كوربين على تحقيق الفوز تعتمد على دعم الحزب القومي الإسكتلندي، الذي قد يدعو إلى إجراء استفتاء أوروبي ثان كورقة مساومة.
وفي الختام، صرح عضو الحزب القومي الإسكتلدني، يان بلاكفورد، أن تجنب حزب العمال إجراء تصويت جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيكون أمرا "لا يغتفر".