واكتفت بريطانيا بوضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا مجزرة أمريتسار الهندية الذين سقطوا برصاص الجيش البريطاني، في واحدة من أسوأ فظاعات الحكم الاستعماري.
وأطلق الجنود البريطانيون خلال المجزرة التي تعرف في الهند باسم "جليانوالا باج" النار على آلاف الرجال والنساء والأطفال العزّل في مدينة أمريتسار الواقعة في شمال الهند بتاريخ 13 أبريل 1919.
ولا يزال عدد الضحايا الذين سقطوا خلال المجزرة التي عززت تأييد الاستقلال غير معروف حيث تشير سجلّات من الحقبة الاستعمارية إلى أن حصيلة القتلى بلغت 379، إلا أن الجانب الهندي يقدر العدد بنحو ألف قتيل.
ورغم مرور مئة عام على المذبحة، لم تصدر بريطانيا أي اعتذار رسمي وقال المفوض السامي البريطاني دومينيك أسكويث السبت عند حديقة جليانوالا باج المسوّرة حيث لا تزال علامات طلقات الرصاص ظاهرة: "وددنا لو أن بوسعنا إعادة كتابة التاريخ كما قالت الملكة، لكن ذلك غير ممكن".
بدوره، وصف رئيس الوزراء الهند ناريندرا مودي المأساة بـ"المروعة" مشيرا إلى أن تذكّر القتلى "يلهمنا لتكثيف جهودنا وبناء الهند بطريقة تشعرنا بالفخر".
وحضر زعيم المعارضة راهول غاندي المراسم في أمريتسار ووصف يوم المجزرة عبر "تويتر" بـأنها "عار صدم العالم بأكمله وغيّر مسار الكفاح الهندي من أجل الحرية".
والأربعاء، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس العموم إن المجزرة كانت وصمة عار في تاريخ بريطانيا في الهند، معربة عن أسفها البالغ لما حصل، متجنّبة الاعتذار.
وكان نحو 10 آلاف رجل وامرأة وطفل قد تجمّعوا في حديقة جليانوالا باج العامة المسوّرة في أمريتسار بتاريخ 13 ابريل 1919، للاحتجاج على اعتقال بريطانيا قياديين هنود.
ووصل العميد البريطاني ريجنالد داير مع عشرات الجنود فحاصروا الحديقة وبداوا بإطلاق النار على المتجمعين دون سابق إنذار، واعترف العميد داير الذي لقّب بـ"سفاح أمريتسار"، لاحقا بأن الهدف من إطلاق النار لم يكن "تفريق الحشد بل معاقبة الهنود على العصيان".
وجددت الصحف الهندية هذا الأسبوع دعواتها لبريطانيا للاعتذار عن المجزرة التي وصفها ونستون تشرشل الذي كان وزير الدولة لشؤون الحرب حينها، بـ"الوحشية".