وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له بمناسبة مرور أربعة أعوام من العدوان الامريكي السعودي أن خيار الشعب اليمني في مواجهة العدوان هو خيار ديني ووطني وانساني ولا بديل عنه، موضحا أن الشعب اليمني حينما اتخذ قراره في الصمود لمواجهة العدوان الذي تفاجئ به كان خيارا صائبا وصحيحا ومسؤولا بكل الاعتبارات الدينية والانسانية وهو ينسجم مع هوية الشعب اليمني ورصيده من القيم والمبادئ وتنسجم حتى مع طبيعة الشعب وبنيته الاجتماعية وتقاليده وأعرافه التي تربيه على الإباء والصمود والعزة والكرامة والرفض للعبودية والقهر .
وقال السيد” قرار الصمود هو القرار المسؤول أما البعض من الحثالة الذين آثروا الخيانة واتجهوا مع العدوان وناصروه على شعبهم فقرارهم هو خيانة في كل الأعراف والتقاليد وبكل الاعتبارات الدينية والانسانية والوطنية، أما الذين اتجهوا نحو خيار القعود والجمود فهو خيار الجبناء وفاقدين البصيرة والوعي وهاتين الفئتين عادة ما تكون موجودة في كل عصر وفي كل بلد.
وأوضح السيد أن القرآن الكريم عبر عن موقف الخونة والمتخاذلين بتعبيرات متعددة عبرت عن حقيقة ما في قلوبهم ودوافعهم وأسباب وخلفيات موقفهم السلبي الغير سليم فقد ذمهم وتوعدهم بعذاب الله في آخرة ومنا ضمنما قال عنهم” رضوا بأن يكونوا مع الخوالف.
وشدد السيد على أن خيار التصدي للعدوان كان قرارا حكيما ويستند على حيثيات صحيحة أولها المسؤولية الدينية لأن العدوان سعى للسيطرة على البلد واستعباد الشعب وسلب حريته وكرامته ويتخذ من أهم المواقع في البلد قواعد عسكرية وينهب ثروات البلد من النفط، كما سعى العدوان للسيطرة على الانسان اليمني ويجعله تحت امرته ليقاتل بديلا عنه ولخدمة مشروعه أو لاستخدامه في الميدان الاعلامي ليجعل منه بوقا ينفخ فيه بتضليله أو ليجعل منه غطاء سياسيا ليكون كالمنديل الذي يمسح به الأوساخ.
كما أكد السيد أن خيار الصمود هو خيار ديني فالله أوجبه علينا كما أوجب الصلاة والحج، فمن مسؤولياتنا أن نواجه العدوان وأن لا نستسلم وأن لا نخضع لهم فالقرآن عندما فرض الجهاد ليس لحماية الله وذاته المقدسة أو حماية دبنه، بل الدين في تشريعاته وحلاله وحرامه هو لنا نحن لنكون أحرارا ولنتخلص من العبودية من المجرمين والمفسدين الذين يسعون لامتهان الأمة وتسخيرها لمصالهم الظالمة والعبثية، لذلك فمن يثبط الناس فهو من الدجالين والكاذبين ومن الذين يفترون على الله الكذب.
وأشار السيد إلى أن خيار الصمود هو خيار انساني فالفطرة الانسانية التي تعلمك أن تكون حرا ويكون لك مشاعر انسانية ترض الجرائم الوحشية فالذين بقيت لهم الفطرة وبقي لهم الوجدان الانساني تحركوا والذين فقدوا انسانيتهم هم في الاتجاه الآخر.
واضاف "العدوان على بلدنا ظالم ولا شرعية للعدوان ولا لجرائمه ولا لاحتلال الاراضي اليمنية.. لا شرعية للتدمير الشامل لبلدنا والقتل الجماعي للاطفال والنساء قائلا: ان الشرعية في نظر اميركا هي الولاء لها.
وتابع السيد الحوثي: أقمنا الحجة خلال جولات المفاوضات الماضية على الجميع وقدمنا تنازلات للحد الذي لا نفرط فيه باستقلال شعبنا لكن الطرف الآخر إما يتهرب من الاتفاق وإما يتنصل عما تم الاتفاق عليه كما حصل في اتفاق السويد لافتا ان وحشية وجرائم العدو بحق أبناء شعبنا والتهرب من الاتفاقيات تكشف حقيقة تحالف العدوان والهدف الحقيقي للعدوان هو الاحتلال والسيطرة على البلد.
واشار السيد الحوثي الى توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على قرار اعتراف رسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان قائلا: تبرع ترامب بالجولان لنتنياهو -وكانها من ممتلكات ابيه- دليل على زمن الغطرسة الاميركية...أمريكا تسعى لمصادرة مقدسات الأمة في فلسطين وإضاعة حق الفلسطينيين في العودة، فكيف يمكن أن تكون راعيةً للحق؟
واضاف: صفقة ترامب تسعى لمصادرة مقدسات امة ومصادرة بلد وتهجير شعب باكمله.