ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان بار سينشر التقرير كاملا كما يطالب بذلك الديمقراطيون وأطياف واسعة من الشعب الأميركي، أم سيكتفي بتقديم خلاصات مجتزأة منه وفقا لما رجحته وسائل إعلام أميركية.
وبدأ مولر تحقيقه المطول في العام 2017، وهدف إلى معرفة ما إذا كانت حملة ترامب قد تواطأت مع موسكو للتأثير في الانتخابات، وما إذا كان الرئيس قد حاول فيما بعد عرقلة سير التحقيق.
وقبيل عرض التقرير أو خلاصته أمام الكونغرس، ابتعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الأنظار والتزم الصمت بشأن نتائج وخلاصات التحقيق الذي كان أيضا يبحث عن مخالفات محتملة للرئيس.
وذكرت شبكة "سي أن أن" أن الرئيس ترامب لم يتخذ ترتيبات استثنائية بعد تسليم تقرير مولر، ولم يعقد أي اجتماعات خاصة أو يكتب تغريدات قوية على تويتر كعادته، بل توجه إلى منتجعه في فلوريدا حيث يمضي الوقت مع زوجته وابنه.
وأضافت الشبكة أن العديد من مساعدي ترامب سافروا أيضا إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إذ إن هذا التحقيق -في نظرهم ونظر الرئيس- انتهى دون أن يجد دليلا كافيا لتوجيه اتهام للرئيس أو المقربين منه.
وذكر موقع واشنطن إكزامينر أن الرئيس توجّه إلى نادي ترامب الدولي للغولف في مدينة وست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
واستبق الديمقراطيون الإحالة المنتظرة اليوم لوزير العدل أمام الكونغرس بتحركات واسعة تهدف من ناحية للضغط على الوزير لنشر التقرير كاملا، وللالتزام بأقصى الشفافية بشأنه نتائجه وخلاصاته، كما تهدف من ناحية أخرى لاستثمار تلك الخلاصات في معركتهم السياسية ضد ترامب.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس أجروا اتصالات هاتفية عدة شملت 120 عضوا في مجلس النواب مساء السبت لإعادة ترتيب صفوف الحزب للرد على ملخص تقرير المحقق الخاص روبرت مولر.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن نشر خلاصة فقط عن تقرير المحقق الخاص روبرت مولر أمر غير كاف، في حين حذر مسؤولون من أن إخفاء محتويات التقرير يشكل جريمة.
وطالبت بيلوسي في بيان بمدّ المشرعين بالتقرير كاملا حتى تتمكن اللجان من ممارسة صلاحياتها، كما طالبت بتقديم إحاطة بشأن التقرير في الكونغرس.
وهدد الديمقراطيون باستخدام كافة الخيارات لضمان الشفافية بشأن نتائج التقرير، بما في ذلك استدعاء مولر نفسه لجلسة استماع علنية تحت القسم ليكشف أمام الكونغرس ما انتهت إليه تحقيقاته التي استمرت 22 شهرا.
وذكر كبير مراسلي واشنطن بوست دان بالز في مقال له بالصحيفة أن تسليم المحقق الخاص روبرت مولر تقريرَه إلى وزير العدل وليام بار يشير إلى نهاية مرحلة من التحقيق الطويل وبداية أخرى.
وأضاف أن ما كان قانونيا مع دلالات سياسية، أصبح الآن معركة سياسية شاملة ستُشكل في نهاية المطاف وربما تقرر نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورأى بالز أنه إذا كانت استنتاجات التقرير لا تشير إلى وجود أي تهديد للرئيس، فسوف يدعي ترامب النصر على الديمقراطيين ووسائل الإعلام وجميع منتقديه الآخرين.
ووفقا لتسريبات أولية فإن المحقق مولر -الذي يعيب عليه البعض عدم إصراره على استنطاق الرئيس- لن يوجه أي اتهامات إضافية في القضية، وهو ما جعل محيط الرئيس يبدو مطمئنا -وإن بحذر- من أن التقرير لن يفجر فضيحة كبرى.