وأثناء حديثه في ندوة بمناسبة يوم الشهيد بدا السيسي واثقا من النجاح في التعاطي مع المواضيع الثلاثة الأولى، بينما لم يخف خشيته من إمكانية تدفق المصريين إلى ميدان التحرير تأثرا بالمظاهرات المستمرة في الجزائر والسودان.
في الجانب المعيشي، شدد السيسي على أن الدولة تسابق الزمن وتبذل أقصى جهد لتوفير الموارد المالية اللازمة للإصلاح والتطوير "وهذا الإصلاح صعب ويتكلف الكثير، ولكن المضي فيه بإصرار هو الطريق الوحيد لتقديم خدمات حديثة ومتقدمة".
وقال الرئيس "عندما استعصى على مَن يريدون بنا السوء، إلحاق الأذى بمصر من الخارج فإنهم يعمدون إلى الحرب النفسية وإلى حروب الشائعات بهدف تكوين صورة ذهنية غير حقيقة.. تستقر في وعي المواطن لتحبطه وتهدم ثقته في نفسه وفي دولته وقيادته".
وأضاف أنه ماض في طريقه ويدركُ جيداً أن نجاحات مصر في الداخل والخارج لا يَرضى عنها البعض الذي يسارع بتسديد سهامه المسمومة نحو صدورنا هادفاً إلى وقف تقدمنا وعرقلة خطواتنا".
تباهى الرئيس "بتنفيذ القوات المسلحة والشرطة العملية الشاملة التي حققت نجاحات ضخمة ومؤثرة استطاع من خلالها الجيش والشرطة تأمين مصر وأهلها وتضييق نطاق الخطر وحصار العناصر الإرهابية".
وقال أيضا إن القوات المصرية قضت على أعداد كبيرة من "الإرهابيين" مع معداتهم وأسلحتهم وشبكات إمدادهم بالرغم من صعوبة الحروب غير النظامية.
في سياق آخر، شدد السيسي على أنه "لا يمكن أن نقبل أن تتسبب أخطاءٌ فردية في مقتل العشرات من المواطنين.. كما حدث في محطة مصر يوم الأربعاء 27 شباط/ فبراير الماضي".
وقال "لا يمكن أن نقبل أن يحصد الإهمال أرواح مواطنين أبرياء". وأكد السيسي أن خطر الإهمال لا يقل عن خطر الإرهاب ، وأن الفساد وانعدام الكفاءة والضمير يحصد الأرواح والأمل في المستقبل الأفضل.
لكن السيسي شدد على أنه يخشى على المصريين من الداخل فقط وليس من الخارج. ويأتي التعبير عن هذا الخوف بعد أيام من اجتماع عقده مع كبار قادة الجيش والشرطة لبحث تأمين الجبهة الداخلية.
وحذر الرئيس من مخاطر التظاهر على مصر. وقال إن الدولة تكبدت خسائر بعد الثورة التي أسقطت حسني مبارك.
وتتزامن تلك التصريحات مع استمرار المظاهرات العارمة في الجزائر، مما يعيد للأذهان صور ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011.
واعتبر الرئيس المصري أن "الناس" بهذه الدول التي لم يسمها "تضيّع في بلدها لأن كل هذا الكلام (الاحتجاجات والمظاهرات) له ثمن ومن سيدفع الثمن هو الشعب والأولاد الصغار".
ومن المرجح أن يكون السيسي قصد الجزائر والسودان اللذين يشهدان احتجاجات ومظاهرات شعبية تطالب بتغييرات سياسية منذ أسابيع عدة.
ودلّل السيسي على خطر التظاهر بالقول إن مصر خسرت في عام ونصف عام بعد ثورة 2011 "نصف" احتياطياتها من العملة الأجنبية التي كانت تبلغ 36 مليار دولار قبل إسقاط مبارك في فبراير/شباط 2011.
وطالب المصريين بأن يشرحوا لأبنائهم مدى الخسارة التي عادت على البلاد من جراء الثورة على مبارك. وقال إن قوات الأمن لم تقتل أي مواطن إبان الثورة ولا في الحقبة التي تلتها.