لا يزال المطران يوحنا إبراهيم، متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، على قيد الحياة، في آخر موطئ قدم لتنظيم "داعش" المتطرف في الباغوز (ريف دير الزور الجنوبي الشرقي).
المعلومات التي أكدها الأب صموئيل كوموش، في تصريح صدر عنه بصفته «منسق اللجنة الخاصة» في قضية المطران إبراهيم، لم تُشر إلى المطران بولس يازجي، متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس. الأب كوموش، راعي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ألمانيا، قال في تصريحه إنه «يؤكد من خلال مَن ينسق معهم على الأرض حصراً في قضية المطران إبراهيم، أن المطران محتجز في منطقة الباغوز لدى تنظيم داعش، وننتظر ساعة الفرج». وذكّر الأب كوموش بالوضع المعقد والصعب «في تلك المنطقة»، وقال: «نحن بانتظار الخبر المفرح من خلال المفاوضات التي تجريها حالياً قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف».
وسعت «الأخبار» إلى الوقوف على مزيد من التفاصيل، غير أن كوموش فضّل عدم الخوض في أي تفصيل إضافي «نظراً لسرية المعلومات، وحفاظاً على سلامة القضية». وقالت مصادر مواكبة للملف لـ«الأخبار» إن هناك «معلومات غير مؤكدة عن وجود المطران يازجي رفقة المطران إبراهيم أيضاً»، فيما امتنعت «لجنة المتابعة» عن نفي تلك الأنباء أو تأكيدها. وتُعدّ قضية اختطاف المطرانَين من أقدم ملفات الخطف في الحرب السورية، وتعود إلى نيسان 2013، عندما اختُطف المطرانان قرب حلب، على يد مجموعة مسلحة محلية، وسرعان ما انتقلا إلى قبضة تنظيم «داعش».
وتؤكد المصادر أن «ملف التفاوض مع عناصر التنظيم المتطرف تتولّاه الجهات الحاضرة على الأرض، فيما تواكب اللجنة الخاصة المفاوضات قدر الإمكان، وبما تسمح به ضرورات السرية الشديدة». وفي إشارة لافتة، تحدث الأب كوموش عن «أخبار شبه مؤكدة عن وجود الصحافي اللبناني سمير كسّاب في المنطقة نفسها». ويأتي كلام كوموش موافقاً لأنباء تم تداولها أخيراً عن وجود المصور الصحافي المذكور (اختفى في تشرين الأول 2013) بين الأسرى الذين يحتجزهم التنظيم في الباغوز.
وتؤكد مصادر محلية لـ«الأخبار» أن «المفاجآت التي يخفيها جيب الباغوز كثيرة، وهناك معلومات عن وجود عدد من الصحافيين الأجانب، وأسرى من الجيش السوري، وآخرين من ما يسمى "الجيش الحر"، ومن الجيش العراقي، وجميعهم في قبضة التنظيم حتى الآن». ويصعب التثبّت من دقة المعلومات المذكورة بشكل قاطع، وسط تضارب كلام المصادر، وغياب تصريحات رسمية عن «قوات التحالف» التي تدير العمليات في المنطقة. في الوقت نفسه، يحيط الغموض بتطورات ملف الكاهن الإيطالي باولو دالوليو، الذي أكدت معلومات «الأخبار» قبل أيام وجوده حياً في قبضة التنظيم، فيما نفى متحدث رسمي باسم «قسد» أول من أمس وجود أي معلومات عن القضية.