ونقلت الوكالات عن حارث قوله في مقابلة صحفية، "كان لي أخان وأخت. ماتوا جميعا وأصبحت وحدي... أختي الصغيرة أحببتها كثيرا. كنت أصحبها معي إلى السوق"، حيث كان يتحدث هو يرقد في شاحنة لنقل الماشية بجوار صبي مصاب آخر عند منطقة تجمع مؤقتة تتبع لقوات سوريا الديمقراطية ، ورأسه ملفوفة بضمادات نتيجة إصابات لحقت به قبل أيام.
وأضاف انه كان في الحادية عشرة من عمره عندما أعلن تنظيم داعش الإرهابي إقامة "الخلافة" في مناطق سيطر عليها في العراق وسوريا، وهو حاليا في السادسة عشرة من عمره وقد خرج خلال الأيام الماضية هو وأطفال آخرون مع إجلاء المدنيين من الباغوز التي تضم آخر منطقة يسيطر عليها المسلحون ويتعرضون فيها لهزيمة وشيكة من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.
وأوضح حارث، ان أسرته كانت تملك متجرا متنقلا صغيرا في سوق عندما اجتاحت داعش بلدتهم القائم الحدودية مع سوريا، مبينا انه ليس لهم صلة بالتنظيم الإرهابي، حيث فر إلى سوريا مع عراقيين آخرين بعد أن قتلت أسرته في قصف جوي، وذلك خشية انتقام جماعات مسلحة من اهالي البلدة بعد انتصارهم على داعش.
وقال إنه "حاول تجنب المتشددين وينفى الانتساب لمدارسهم أو تلقي تدريب عسكري"، مؤكدا ان "الشرطة الدينية التابعة للتنظيم كانت تحتجزه وتعاقبه بالجلد في بعض الأحيان"
وتابع قائلا "ألقوا دروسا وخطبا في المساجد عن الجهاد وما شابه... كنت خائفا منهم. قتلت أسرتي بأكملها بسببهم".
وعمل حارث عندما وصل للباغوز في حقل مقابل حصوله على غرفة ليبيت فيها، وحاول توفير نقود للعودة لبلاده لكنه قال إن المتشددين منعوه.
وكان حارث قد أصيب الأسبوع الماضي عندما سقطت قذيفة قربه عندما كان بجوار نهر الفرات مما تسبب في إلحاق إصابات بأذنه ويده وبطنه، وهو الآن يريد أن يتلقى رعاية طبية ويعود لمن بقي من أقاربه في العراق، حيث قال "أريد أن أعود وأبحث عنهم... عندما أتحسن ويتعافى جسدي.. عندما أتمكن من المشي... أريد أن أعود لأصبح شابا من جديد ولأبني مستقبلا جديدا".
جدير بالذكر ان قوات سوريا الديمقراطية أفادت في وقت سابق، ان نحو 20 طفلا خرجوا خلال الأيام الماضية من الباغوز بينهم عراقيون واجانب، وتم تحديد هوية آباء بعضهم بأنهم عناصر لداعش واعتقلوا على الفور، وفيما يوشك تنظيم داعش على تكبد الهزيمة النهائية على الأرض يكتنف الغموض مصيرهؤلاء الأطفال.