وقد وقفت إيران إلى جانب دمشق، وقدمت كل لها كل أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي في الحرب على الإرهاب، وتميزت العلاقات الإيرانية السورية منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران بالقوة والشراكة، حتى أن الاستشارات العسكرية بين البلدين لم تنقطع على مدى أكثر من ثماني سنوات من الحرب الإرهابية على سوريا، وبعد أن حقق الجيش العربي السوري وبدعم إيراني انتصارا على الإرهاب، توج الرئيس الأسد هذه الانتصارات وهذا التحالف والشراكة مع إيران بزيارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولأول مرة منذ ثماني سنوات من الحرب على سوريا.
وعن دلائل وأهداف زيارة الرئيس بشار الأسد إلى ايران اوضح البروفسور رئيس كلية العلوم السياسية في جامعة جنوب ألاباما بالولايات المتحدة الأميركية "نادر انتظام"، أن "زيارة بشار الأسد كانت تنطوي على رسالتين مهمتين. كانت الرسالة الأولى هي أن الأسد قد عزز قوته ووجوده داخل سوريا، وأراد من خلال هذه الزيارة أن يعبر شخصياً عن تقديره لإيران لدعم بلاده والحكومة السورية. وكانت الرسالة الثانية للزيارة هي أن إيران ستظهر أن سياستها ستستمر في سوريا".
وأشار الخبير والمحلل السياسي إلى أن هذه الزيارة تعني أن بشار الأسد تثبتت موطئاه على رأس السلطة وهزيمة الدول التي كانت تعتقد بأن الأسد سرعان ما سيتم الإطاحة به، وقال إن بشار الأسد من خلال هذه الزيارة الرسمية إلى إيران أثبت لدول المنطقة المعادية له وحماة إسقاط نظامه خارج المنطقة بأن سياستهم للإطاحة به سوف لا يكتب لها النجاح وتبوء بالفشل، ملوحا أن الأوضاع في سوريا لاتزال مأساوية وحرجة وتخوض حربا شروسا بعد.
وبشأن رسائل قائد الثورة الإسلامية، خلال لقائه الأسد بأن "إيران وسوريا تعتبران عمقا استراتيجيا للآخر وأن هوية وقوة حركة المقاومة تعتمد على هذه العلاقة الاستراتيجية والمستمرة، ولن يتمكن الأعداء من تنفيذ خططهم على أرض الواقع"، وما تحتوي هذه العبارات من دلائل لدول المنطقة، اعتبر نادر انتظام، أن الرسالة الأكثر أهمية في هذا الزيارة تتمثل في أن سياسة إيران الدفاعية لها رؤية إستراتيجية تجاه سوريا، وترى أن هذا البلد هو عمقها الدفاعي. لذلك، من الأفضل لبلدان المنطقة التوقف عن التفكير في التغيير الاستراتيجي للسياسة الإيرانية في سوريا".