وعلى الرغم من تحويل قوات الاحتلال القدس اليوم الى ثكنة عسكرية بفعل انتشارها المكثف والواسع في المدينة وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط الاقصى المبارك، الا أن ذلك لم يمنع عشرات آلاف الفلسطينين من الوصول الى مسجدهم والصلاة برحابه الطاهرة.
وفي هذا السياق، شدد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة على أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى، وطالب سلطات الاحتلال برفع يدها عنه وحمّلها مسؤولية عبثها وتدخلها بشؤون المسجد المبارك.
صبري أكد أن المسجد الاقصى لا يخضع لمحاكم وقرارات الاحتلال، وهو مسجد اسلامي خالص بكل مساحته الـ144 دونما، والتي تشمل مصليات وأروقة وباحات المسجد وما فوقه وأسفله، وهو جزء من عقيدة كل المسلمين في العالم.
حركة حماس بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن الشعب الفلسطيني يسطر اليوم نموذجًا عظيمًا بإصراره على الزحف إلى القدس للدفاع عن المسجد الأقصى، رغم كل العقبات التي وضعها الاحتلال من تهديدات واعتقالات، مؤكدا بذلك أن الأقصى خط أحمر لا يمكن للاحتلال تعديه، أو تنفيذ مخططاته بتغيير واقعه والسيطرة عليه.
وأضافت الحركة في بيان إن "تضحيات شعبنا العظيمة في الدفاع عن المسجد الأقصى تدل على أنه قلعة شامخة لا يُرهبها بطش الاحتلال، وأننا شعب متمسك بمقاومته في كل الساحات وبالوسائل كافة، ولا يوجد في قاموسنا معنى الرضوخ للعدوان".
وتابعت الحركة إن "على الاحتلال الإسرائيلي أن يعي جيدًا رسالة الجماهير الهادرة المدافعة عن قدسها ومقدساتها، بوقف عدوانه، والكف عن العبث بهويتها الإسلامية والعربية، فكل محاولاته ستنكسر على صخرة صمود شعبنا وتضحياته، وهذا ما أثبته وشهد عليه التاريخ".
ووجهت الحركة التحية للمرجعيات الدينية والمؤسسات الأهلية والفصائل الفلسطينية على وقفتها المشرفة في الدفاع عن القدس، وتسخير إمكاناتها وطاقتها في توجيه بوصلة الشعب الفلسطيني نحو قضاياه الوطنية المركزية، وأقدسها الدفاع عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وطالبت الحركة في بيانها الأمة العربية والإسلامية بالوقوف في وجه موجة التطبيع الرسمي مع الاحتلال الذي يعتدي على مقدساتها، ويسعى إلى تبديد جهودها وتشتيت صفها، داعية إياهم إلى القيام بواجبهم في توفير الإسناد والدعم اللازمين للقدس في مواجهة عدوها الأول المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي.
الجهاد الإسلامي من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن المقدسيين يكتبون فصلا جديدا في مسيرة الدفاع عن المسجد الأقصى وحماية الوقف الاسلامي في القدس، مشددة على أن المسيرات والمواجهات في القدس والخليل وغزة هي دليل على وحدة الموقف الوطني والشعبي الفلسطيني على قاعدة حماية الارض والمقدسات ورفض الوجود الاستيطاني وإسقاط "صفقة القرن".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "إن الشعب الفلسطيني يدشن اليوم مرحلة جديدة في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي مرحلة عنوانها العريض الذي تتوحد تحته كل الفصائل والفعاليات "أن المقدسات خط أحمر ولن نسمح أن تكون مادة انتخابية للمتطرفين والمستوطنين".
وأضافت الحركة "أن هذه المواجهة التي يقف الشباب الثائر في طليعتها هي أبلغ رسالة في الرد على محاولات اليمين الاستعماري الصهيوني لتوظيف تهافت بعض الأنظمة المتهافتة للتطبيع، تنفيذا لمشروع التهويد العدواني في القدس".
حركة فتح
بدوره، أهاب نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول بالصمود في ساحات المسجد الأقصى وباب الرحمة، مؤكدا مواصلة التصدي للاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه واقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد الأقصى.
وأكد العالول ان قرار حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية هو مواصلة معركة الدفاع عن القدس، وقال "لن نتراجع قيد أنملة حتى نتمكن من انجاز اهدافنا الوطنية وتجسيد حقوقنا الثابتة بدحر الاحتلال والاستيطان وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.