وأوضح المصدر أن تحقيقات الأجهزة الأمنية عقب تلك العملية التي أسفرت عن اعتقال نحو 48 عميلا للاحتلال، أثبتت أن مخابرات الاحتلال تستغل معبر كرم أبو سالم لاستهداف أمن غزة، عبر تهريب أجهزة ومعدات للتجسس والتنصت لصالح عملائها من أجل زرعها في أماكن محددة أو استخدامها في أغراض الاتصال بمشغليهم.
ومنذ ذلك الحين، عززت الأجهزة الأمنية وجودها في محيط المعبر، ونصبت حواجز أمنية بغرض تفتيش البضائع الواردة والصادرة، فضلا عن تدقيقها في هويات العاملين في هذا المعبر الذي تتبع إدارته في الجانب الفلسطيني للسلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بالعاصمة المصرية القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وقال مصدر أمني آخر إن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها الأجهزة الأمنية محاولة من هذا النوع للتجسس على المقاومة وتعقب المقاومين.
وكانت فصائل المقاومة كشفت قبل سنوات شرائح إلكترونية في أجهزة اتصال لاسلكية وصلت إليها عبر مهرب، اتضح لاحقاً أنه عميل للاحتلال، لكنه تمكن من الهرب من القطاع عبر السياج الأمني باتجاه "إسرائيل".
وأوضح المصدر الأمني أن أحد المقاومين اكتشف بالصدفة وجود شريحة إلكترونية غريبة في جهاز الاتصال اللاسلكي الخاص به، عندما كان يحاول إصلاح خلل أصابه.
ويلاحظ انتشار مكثف لعناصر من كتائب القسام على شارعي الرشيد الساحلي وصلاح الدين الرئيسيين اللذين يربطان شمال قطاع غزة بجنوبه، خصوصاً خلال ساعات الليل. وتقوم هذه العناصر بنصب حواجز أمنية للتدقيق في هويات المارة، منعاً لأي محاولة تسلل.
مقاوم يكتشف شريحة
وفي السياق ذاته، قالت "كتائب شهداء الأقصى-لواء الشهيد نضال العامودي" إن أحد نشطائها كشف وجود شريحة تعقب إلكترونية في حذاء عسكري اشتراه من السوق، وتعمد فحصه قبل استخدامه.
وأضافت في بيان أرفقته بمقطع فيديو قصير للحذاء والشريحة الإلكترونية، أنها أبلغت الأجهزة الأمنية بذلك فصادرت بدورها كمية الأحذية الموجودة بحوزة التاجر.
اضطرت الأجهزة الأمنية إلى نصب حواجز أمنية لتفتيش كل ما يرد القطاع من الجانب الإسرائيلي، وتم اكتشاف شحنة الأحذية عند أحد هذه الحواجز، رغم خضوعها للتفتيش داخل المعبر من جانب موظفي السلطة.
وأكد أن "إسرائيل" تعاني من شح في المعلومات، خصوصاً بعد نجاحات الأمن في كشف شبكات تجسس لصالحها وتفكيكها، ولذلك فإنها لا تتوقف عن ابتداع السبل من أجل اختراق جبهة غزة والحصول على المعلومات الأمنية التي تساعدها في حربها الاستخبارية المستعرة حالياً مع المقاومة.