تواجه السعودية شبح "العطش" بسبب أزمة المياه التي تشهدها، ولجوئها إلى "تحلية المياه"، في الوقت الذي حذر أكاديمي سعودي من أن بلاده قادمة على عطش وصفه بـ"المُخيف والحتمي الذي لا مفر منه".
وأوضح الأكاديمي وخبير المياه بجامعة الملك فيصل سابقاً، الدكتور محمد بن حامد الغامدي، في حوار نشرته صحيفة "سبق" السعودية: "إن سبب ما يحدث من نضوب للمياه يعود إلى إهمال الخزان الاستراتيجي الأهم لتغذية المياه الجوفية في المملكة".
وأشار إلى أن السعودية تعد من أفقر عشر دول في المياه، كاشفاً عن أن الأجيال القادمة "مقبلة على عطش، في ظل استمرار المؤشرات القائمة، وسيكون عطشاً حتمياً لا مفر منه".
كما أكد أن مؤشرات قدوم العطش بدأت بـ"جفاف جميع العيون الفوارة في مناطق الدرع العربي، وجفاف الأودية في هذه المناطق، وتهدم النظم الزراعية والمائية التقليدية، وتصحر الجبال، وجرف تربتها النادرة، وموت شجر العرعر، أهم نباتات الغطاء النباتي في المملكة".
وكان علماء تابعون للأمم المتحدة حذروا، في يناير الماضي، من خطورة تحلية المياه، التي تلجأ إليها السعودية.
وقال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، ان السعودية "ليست المُصَدِّر الأول للنفط الخام على مستوى العالم وحسب، بل إنها أيضاً أكبر منتج للصرف السام، الذي هو منتَجٌ ثانوي لريِّ عطش المملكة الصحراوية".
وذكر علماء الأمم المتحدة أن تحلية المياه تخلّف كمياتٍ ضخمة من المياه المالحة الملوثة بالكيماويات، وهذا الأمر يُهدِّد بتلويث سلاسل الغذاء إن لم يُعالَج.
وأشار التقرير إلى أن السعودية تصرف 31.5 مليون متر مربع من النفايات السائلة يومياً.
وتنفق السعودية نحو (85) مليون ريال سعودي يومياً، من أجل تأمين مياه التحلية، لتغطية 60٪ من احتياجات السعوديين للشرب.