يروى أن كلبا كان قد نشأ في قصر أحد الأثرياء، وكانت معه في القصر قطة جميلة، فنشأت بينه وبينها ألفة ومودة، وصداقة ومحبة، فنظر الكلب يوما إلى القطة فرأى عينيها، وما هما عليه من الكحل والحسن والجمال، فسألها: أرى عينيك جميلتين، فما سر جمالهما؟
فقالت القطة: لوجود هذا الكحل فيهما، فقال الكلب: ومن كحلها؟، فقالت له: لا أدري إنهما هكذا منذ خلقت.
فأصابت الكلب غيرة شديدة، وقرر أن يكحل عينيه ببعض الكحل حتى تكون جميلتين كعيني القطة، فأحضر شيئا من الكحل، ووضعه على أصبعه، وأدخله في عينيه ليكحلها، فدخل مخلب أصبعه في عينه ففقأها، فتلفت عينه وذهب بصرها، وذاع ذلك الخبر بين الناس، فقالوا فيه هذا المثل “جه يكحلها عماها”، وعجبوا من سخف عمله وغفلته بالرغم من ذكائه ومهارته.