وفيما يلي نص البيان:
يُتابع العالمُ العربي والإسلامي ـ منذ فترةٍ ـ هرولة أنظمة عربية لبيع القضايا الأساسية والثوابت الوطنية والقومية على أكثر من صعيد، وفي المقدمة منها القضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية متذرعةً بمزاعم وتبريرات لا تمكّن تلك الأنظمة من القفز على الشعوب الواعية ومواقفها الثابتة، كيف لا والشعوب رأتها سابقاً ورأتها في مؤتمر اليوم ترتكب جريمة التطبيع مع العدو الصهيوني عن سبق إصرارٍ وترصد، وتضبطها في حالات تلبس بِفعل العمالة الفاضحة، التي بلا شك ستلهب جماهير الشعوب للانتفاضة الواعية لأداء واجبها الوطني تجاه مؤامرة التطبيع المفضوحة.
وعليه فإننا نؤكد على الآتي:
١ـ أن مؤتمر "وارسو" لن يحقق أي نجاح، فأي التزام يقدمه أي نظام مشارك فيه لن يكون ذا قيمة، وواقع عملي تقبل به الشعوب وتتعايش معه، وبالتالي سيبقى سرابا وظلال أوهام.
٢ـ أن نظام فنادق الرياض ـ بمشاركته في المؤتمر، وتعمد وضع المرتزق "اليماني" الجلوس بين "بومبيو" أمريكا و"نتن إسرائيل" ـ أكدّ التماهي التام مع أعداء الشعب، بأن العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي إسرائيلي سعودي إماراتي ومن تحالف معهم، وأن جميعهم يتحملون المسؤولية عن نتائج عدوانهم على الشعب اليمني الذي يرتكب منذ أربع سنوات المجازر المتعمدة ضد المدنيين والأحياء المدنية، ويقتل الأطفال، ويفرض الحصار، وأوصل الملايين من اليمنيين إلى المجاعة، كسياسة متبعة ضد الشعوب في اليمن وغير اليمن.
٣ـ أن اجتماع وارسو اليوم لا يعني بالنسبة للشعب أكثر من تأكيد المؤكد، بكشفه للشعب اليمني صورة جديدة من ألبوم عمالة مرتزقة العدوان، وتنصلهم عن الهوية اليمانية العربية والإيمانية وتنكرهم لها، وتحديهم لمشاعر كل اليمنيين، ضمن سعيهم الحثيث لتنفيذ أجندة أمريكا و"إسرائيل" الرامية إلى إماتة الشعوب الحيّة الواعية، كما أكد الاجتماع صوابية رفعنا للشعارات المناهضة لهما، وأنها ليست من فراغ، لأنهم يُميتون الشعوب فعلياً ويقتلونهم في عداء واضح، قال تعالى (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ).
٤ـ أن أبناء اليمن هم اليوم أكثر وعياً بالمخططات الأمريكية الإسرائيلية وحلفائهم في المنطقة الذين يؤكدون في كل يوم أنهم وراء ما يتعرّض له الشعب اليمني جرّاء رفضه لحرف مساره عن قضاياه المصيرية وعلى رأسها فلسطين وعن أعدائه الحقيقيين، ونؤكد أن شعبنا اليمني يعيش فخراً واعتزازاً برفضه التطبيع، ويعي أن ما جرى اليوم ليس انتصارا للكيان وإنما هو سقوطٌ للأقنعة عن الأنظمة التي تدعي الوطنية والدفاع عن العروبة إعلامياً، بينما تسارع في التطبيع مع "إسرائيل".
٥ـ أن اجتماع "وارسو" لا يعدو عن كونه صوتاً إعلامياً بهدف الابتزاز والتهديد، ومحاولة للتغطية على الهزيمة في سوريا والعراق، وتخفيف الصدمة على حلفاء أمريكا في المنطقة بسبب الانسحابات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، ومن غيرهما قريبا بإذن الله.
٦ـ ندين ونستنكر مشاركة الأنظمة العربية في هذا المؤتمر، وهي التي ما فتئت تتحدث عن فلسطين وتتعهد بالوقوف إلى جانبها، ونعتبر أن من شارك لا يمثل صوت الشعوب العربية ولا أولوياتها.
٧ـ نؤكد أن هدف المؤتمر هو التطويع للتطبيع، وهو مُدان ومُستنكَر ومُجرَّم ومتناقضٌ مع القوانين والدساتير المعمول بها، وغير متوافق مع المواقف الرسمية المعلَنَة للدول العربية المشاركة.
٨ـ أن المشاركين في مؤتمر "وارسو" باحثون عن مصالحهم الخاصة، ومهددون للسلام العالمي بسياساتهم الخاطئة، وهم يتحملون مسؤولية النتائج.
رئيس اللجنة الثورية
محمد علي الحوثي