وفي هذا السياق نقلت وكالة الأناضول عن المصادر، ان تعزيزات أمريكية مكونة من آليات عسكرية من نوع "هامر" ومدافع وأسلحة ثقيلة أخرى وصلت الى منطقة التنف 490 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار".
وبينما قالت المصادر أن "الهدف من تلك التعزيزات، تأمين الحدود العراقية مع سوريا، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي انطلقت بالجانب السوري لتحرير آخر معاقل داعش بمحافظة دير الزور"، يوكد مراقبون بان الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه التعزيزات وراء تحقيق مخطط لابقاء عناصر "داعش" وادخالهم الى محافظة الانبار التي تقع فيها قواعد ومقرات اميركية كثيرة.
وأكد ضابط بالجيش العراقي ان "تلك التعزيزات الأمريكية جاءت من قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي 90 كم غرب الرمادي، واستخدمت الطريق الدولي السريع لمرورها وصولا الى منطقة التنف".
وأشار إلى أن القوات الأمريكية تتخذ في محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا عدة قواعد لها، ومنها قاعدة الحبانية 30 كم شرق الرمادي، والأسد 90 كم غرب الرمادي، إضافة الى موقعين في القائم وموقع شرقي مدينة الرطبة.
وجاء الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة اميركيا والتحالف الدولي و"داعش" من أجل خروج التنظيم الارهابي من آخر مناطقه شرق الفرات والتي تحدثت عنه ما يسمي "تنسيقات المسلحين" في اطار المخطط الأنف الذكر حيث تحاول واشنطن من خلال هذا الاتفاق إبقاء العناصر المتبقية من داعش ونقلها الى الانبار من خلال تامين الحدود المشتركة بين العراق وسوريا لهم.
ويرى المراقبون ان الاميركان خططوا لإكمال خطتهم بالانسحاب من سوريا وإعلان هزيمة "داعش"، عبر تنفيذ سيناريو اعتقال زعيم التنظيم ابوبكر البغدادي، للحيلولة دون سقوطه في قبضة الجهات الامنية التي تطارد "داعش" في سوريا والعراق وكذلك ضمان الحفاظ على معلومات ثمينة يمتلكها البغدادي حول مموّلي ومساعدي التنظيم الارهابي وفي مقدمتهم الاميركان انفسهم، حيث تفيد تقارير استخباراتية واعلامية عديدة ان الاميركان هم من صنعوا "داعش" وقدموا له كافة اشكال الدعم بالتعاون مع بعض الاطراف الاقليمية والدولية.
وفي هذا الاطار كشف مصدر مطلع في "قوات سوريا الديمقراطية الكردية" أن أبو بكر البغدادي يقيم حاليا تحت حراسة مشددة تقوم عليها وحدة من القوات الأمريكية في أحد الأماكن السرية بمنطقة شرق الفرات.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن صفته التنظيمية في حديث مع لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن قيام القوات الأمريكية بتأخير مقصود لعملية إنهاء وجود مسلحي "داعش" في منطقة هجين بريف دير الزور حيث الجيب الداعشي الأخير في المنطقة، يندرج في سياق إتاحة المجال لتنفيذ مخطط يتضمن تصوير عمليات إنزال "كومندوس" أمريكية في مناطق انتشار "داعش" بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ليتم الإعلان بعدها عن اعتقال البغدادي خلال هذه العمليات ومن ثم إعلان هزيمة تنظيم "داعش".
وتابع المصدر: لهذه الغاية فقط، قامت القوات الأمريكية بمنع ميلشيات "قسد" التابعة لها من التقدم باتجاه الجيب الصغير حيث الكيلومترات المربعة القليلة التي بقيت لـ"داعش" شرق الفرات، كما منعت قوات لحشد الشعبي العراقية من توجيه أية ضربات ضد تنظيم "داعش" في منطقة هجين حيث عمل الطيران الأمريكي على توجيه ضربات تحذيرية باتجاه قوات الحشد الشعبي عندما حاولت التقدم أو قصف أماكن تواجد مسلحي "داعش" بريف دير الزور.
وأكد المصدر أن سيناريو قريب جدا سوف تقوم به القوات الأمريكية من خلال عملية إنزال جوي سوف تنفذها قوات أمريكية خاصة في منطقة هجين ويتم بعدها إعلان اعتقال أو مقتل أبو بكر البغدادي الذي حرصت القوات الأمريكية على اعتقاله حيا.
وكان مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد، كشف النقاب في تصريحات صحفية نهاية الشهر الماضي عن عبور قوة أمريكية خاصة إلى داخل الأراضي السورية عبر كردستان العراق، ترافقها وحدة مسلحة من "قوات سوريا الديموقراطية"، مؤكدا أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات بعد ورود معلومات تفيد بوجود أبو بكر البغدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديدا في ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوبا والسفافنة غربا، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقا.
ووفقا للمسؤول العراقي، فإن الفرقة الأمريكية كانت داخل قاعدة عسكرية بمدينة أربيل وانتقلت منها إلى داخل الأراضي السورية، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها إلى هناك، مشيرا إلى أن "المعلومات المتوافرة تقول إن الجيش الأمريكي يريد البغدادي حيا، وهذا ما قد يفسر دخول القوات الخاصة الأمريكية إلى مناطق سورية يمكن اعتبارها ساقطة عسكريا، وكذلك التأخر في حسم دخول المليشيات الكردية لما تبقى من تلك القرى والقصبات السورية الصغيرة، رغم أنه يمكنها القيام بذلك، مع توفر الغطاء الجوي".
وفي تأكيد على وجود المخطط الاميركي ضد العراق، كشف القيادي في الحشد الشعبي في العراق جبار المعموري ان "ريف خانقين بدأ يشهد خروقات متكررة وبشكل لافت مع بداية اعلان ترامب قرار انسحابه من سوريا"، لافتا الى ان "ما يحدث لا يمكن ان يكون صدفه لان الريف يعيش استقرارا منذ سنوات طويلة وبروز داعش فيه بهذا الشكل هو محاولة لتازيم الموقف ليكون ذريعة لعودة الاميركان الى حوض حمرين والذي يضم مدنا كبيرة ومترامية، منها جلولاء والسعدية بالاضافة الى خانقين".
وتعد خانقين والسعدية وجلولاء وعشرات القرى اجزاءً من حوض حمرين الذي يمتد لمناطق واسعة ومترامية ويطلق الكثيرين على تلك المدن بمدن حمرين شرقي العراق.
واشار المعموري، الى ان "الأميركيين يسعون للانتشار في قاعدة كوبرا في اطراف السعدية ضمن حوض حمرين وهي اهم من الناحية الاستراتيجية، من قاعدة الاسد، لذا فانهم يحاولون من خلال طرقهم المشبوهة زعزعة امن تلك المناطق، من خلال خلايا داعش والتي نؤمن بان لديهم علاقة وثيقة معهم".
وتابع ان "الحشد لن يسمح باي وجود أميركي في ديالى ولن تطأ اقدامهم قاعدة كوبرا مرة أخرى"، مؤكدا ان "جزءا كبيرا مما يحدث في ديالى في المشهد الامني بتخطيط وتدبير أميركي".
وفي اطار سد محاولات الجيش الاميركي لادخال العناصر المتبقية من داعش الى العراق قامت قوات الحشد الشعبي قبل ايام بقصف مقار "داعش" بـ50 صاروخا في الباغوز شرق سوريا.
وقال موقع الحشد الشعبي ان القوة الصاروخية في اللواء 45 غرب الأنبار في الحشد الشعبي قصفت مقار داعش في الباغوز شرق سوريا بـ50 صاروخا بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، مضيفا ان المعلومات الاستخباراتية كانت تشير الى ان الدواعش كانوا ينوون التسلل باتجاه الحدود العراقية.
وفي ظل المتغييرات الراهنة فيبدو ان المخطط الاميركي يهدف الى عدم الحسم العسكري ضد "داعش" في شرق الفرات بل انقاذ عناصره من خلال الاتفاق مع قوات "قسد" المدعومة اميركيا لنقلهم الى داخل الاراضي العراقية بهدف اثارة انعدام الامن فيها من خلال تأمين الحدود المشتركة بين العراق وسوريا من جهة ومن جهة اخرى اعتقال البغدادي وفقا لسيناريو يظهر اميركا بانها الطرف المنتصر على "داعش" وكذلك الحيلولة دون كشف ما لديه من الاسرار التي يمكن ان تفضح الاميركان وحلفائها.