ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون قولهم إن غارات جوية وعمليات برية مكثفة ضد "طالبان" في الفترة الأخيرة تمثل "سلسلة هجمات منسقة على مقاتلي وقياديي طالبان".
وأكدت المصادر للصحيفة أن الحملة الحالية التي أطلقها البنتاغون في الخريف الماضي تهدف إلى توفير ورقة ضغط إضافية بيد المفاوضين الأمريكيين في أول مفاوضات مباشرة مستمرة مع "طالبان" بعد تصريح الرئيس دونالد ترامب، في أواخر يناير الماضي، بأنه سيبدأ بسحب القوات من أفغانستان إثر التوصل إلى اتفاق مع القوى الأفغانية حول تسوية الوضع في البلاد.
ويبدو أن جهود الإدارة الأمريكية "تؤتي ثمارها، حيث اشتكى المفاوضون الذين يمثلون طالبان، اشتكوا إلى المبعوث الأمريكي الخاص للشأن الأفغاني، زلماي خليل زاد، الذي يرأس الوفد الأمريكي في مفاوضات الدوحة (بين واشنطن وطالبان)، من موجة الغارات الأمريكية الأخيرة"، وفقا لمصادر الصحيفة.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن التصعيد العسكري الأمريكي ضد "طالبان" هو الأكبر من نوعه خلال السنوات الأربع الماضية.
وفي إطاره شن الطيران الحربي الأمريكي أكثر من ألفي غارة جوية ومدفعية على مواقع لـ"طالبان" منذ سبتمبر الماضي، في حين بلغ العدد الإجمالي للضربات الأمريكية خلال العام 2014 بأكمله قرابة ألفين وأربعمئة.
والعام الماضي، استهدف البنتاغون "طالبان" بأكثر من 7 آلاف قنبلة وصاروخ وقذيفة، مقابل نحو 2340 في عام 2014.
إضافة إلى ذلك، زادت الدفاع الأمريكية عدد العمليات البرية المشتركة مع القوات الأفغانية ضد "طالبان" بأكثر من ضعفين، مقارنة مع الفترة المماثلة من 2017، حسب الصحيفة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربط في خطابه السنوي حول "الوضع في البلاد" الذي ألقاه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء الماضي، بين النجاح في المفاوضات حول التسوية في أفغانستان، لا سيما مع ممثلين من "طالبان"، وتقليص قوات بلاده في هذا البلد.
ووصف ترامب المفاوضات مع "طالبان" بـ"البناءة"، مشيرا إلى تحقيق تقدم فيها.
من جانبها، تطالب "طالبان" بسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان.
ومن المتوقع أن يعقد الطرفان جولة جديدة من المفاوضات في نهاية فبراير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة.