قالت الوكالة: يشير اضطلاع جماعة حزب الله بدور أكبر في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في لبنان إلى تنامي الرغبة لديه في تشكيل شؤون الدولة والبناء على النفوذ العسكري غير المسبوق الذي اكتسبته الجماعة بعدما ساعدت في تحويل دفة الحرب السورية لصالح الرئيس بشار الأسد!!.
كلام يقطر سما وخبثا إذ كيف لحزب الله أن يبني على انتصاره العسكري في سوريا ليحصد مكاسب سياسية في لبنان؟!.
الحقيقة التي لا يريد محلل رويترز رؤيتها أن التحالف الذي تصدره حزب الله في لبنان قد حقق انتصارا انتخابيا ونجح في اختراق جدار برلين المفروض على (سنة لبنان) حيث كان تمثيلهم حقا حصريا للسعودية ومن تعينه للقيام بهذه المهمة وهو أمر لم يحدث بين عشية وضحاها وقد بدأ باختيار رئيس جمهورية ماروني قريب من محور المقاومة ثم إذعان الوكيل الحصري لآل سعود لقانون انتخاب جديد على قاعدة النسبية ومن ثم تمثيل معارضات الطوائف حيث لم يكن ذلك ممكنا لمن ليس تابعا (لعمدة السنة) سعد الحريري الدخول إلى البرلمان.
أما كيف حدث هذا وكيف أذعن حضرة العمدة لهذا المطلب فيرتبط أيضا بالإذعان الصامت وليس المعلن لحقيقة أن حزب الله حمى لبنان من شرور المشروع السعودي الوهابي الداعشي ولولا ذلك لكان الشيخ سعد في منفاه الاختياري لدى أمه الرؤوم فرنسا!!.
هذا على مستوى الداخل اللبناني.
أما على المستوى الإقليمي والدولي فمن الواضح أن كلا من الفيتو قد فقد كثيرا من قوته الشرائية وقدرته على منع خيارات وفرض أخرى وهو ما يلتقي إلى حد ما مع تحليل رويترز.
إنها إحدى المؤشرات الأولية والهامة على الأثر الكبير الذي أحدثته هزيمة هذه القوى في معركة سوريا فبدلا من أن تقرر من يرأس سوريا إذا بها تفقد هيمنتها المطلقة على الوضع في لبنان.
لا نقول أن الأمريكي والسعودي لم يعودا يمتلكان أي قدرة على التأثير في المشهد اللبناني أو غير اللبناني إلا أن محور المقاومة أثبت قوته وقدرته وأصبح من الحتمي التعامل معهم بجدية كبديل عن سياسة القهر والفرض.
كان هذا هو سبب تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية لمدة تسعة أشهر كاملة حتى اقتنع أباطرة العصر الغابر أخيرا أن أحلامهم لم تعد أوامر وأن أوهامهم قد تحطمت ولم يعد ممكنا حتى جمع ما تبقى منها وأن عليهم التعاطي بأكبر قدر من الجدية مع رجال العصر الآتي.
أما محور الشر المهزوم في سوريا ولبنان وباقي المنطقة فلا أحد يعول عليهم أو يرجو منهم أو لهم خيرا من هنا وحتى البيت الأبيض الأمريكي!!.
الشيء الذي نعرفه أن قوى الدفاع عن العروبة والمقاومة أصيلة ومتجذرة في لبنان وليست حالة طارئة وقد حصلت بالقطع على أقل من استحقاقها وليس كله وليس منة ولا صدقة من أحد!!.
هم ليسوا يتامى حتى وإن تنكر لهم أدعياء العروبة والإسلام.
دكتور أحمد راسم النفيس
02/02/2019