وفي تقريرهم السنوي حول التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، عارض مدراء أجهزة الاستخبارات مزاعم ترامب بأن طهران تسعى بالفعل لامتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي قدمه ترامب للانسحاب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.
وقالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جينا هاسبل، إن إيران لا تزال ملتزمة شروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم انسحاب واشنطن منه.
وأضافت هاسبل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ : "في الوقت الحاضر هم (الايرانيون) ملتزمون من الناحية الفنية" بالاتفاق الذي أبرمته إيران مع أطراف دوليين.
كما عبرت عن اعتقادها بالقول : " أن أحدث المعلومات تشير إلى أن الإيرانيين يفكرون في اتخاذ خطوات تقلل من التزامهم الاتفاق في إطار مساعيهم للضغط على الأوروبيين لتقديم المزايا الاستثمارية والتجارية التي كانت إيران تأمل في الحصول عليها نتيجة الاتفاق".
من جهة اخرى ومع اقتراب موعد القمة الثانية التي ينوي ترامب عقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، قال مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أنه من غير المرجح أن توافق بيونغ يانغ على التخلص من جميع أسلحتها النووية.
وزعم ترامب أن كيم وافق على ذلك بعد أول قمة لهما في سنغافورة في حزيران/يونيو 2018. ويسعى الرئيس إلى الحصول على هذا الالتزام من الزعيم الكوري الشمالي الشهر القادم مقابل رفع العقوبات وتطبيع العلاقات بين البلدين.
واضاف كوتس : " نستمر في تقييمنا بأنه من غير المرجح أن تتخلى كوريا الشمالية عن جميع أسلحتها النووية وقدراتها على إنتاج تلك الأسلحة، رغم سعيها للتفاوض على خطوات لنزع الأسلحة النووية جزئياً للحصول على تنازلات أميركية ودولية رئيسية ".
وأعتبر أن : "قادة كوريا الشمالية يرون أن امتلاك قدرات نووية أمر "مهم للغاية لاستمرار النظام".
وفيما يخص هزيمة تنظيم داعش الارهابي كما يقول ترامب، فقد اكد كوتس ان هذا التنظيم الارهابي لا يزال يشكل تهديداً قوياً في منطقة الشرق الأوسط ويواصل قادته التشجيع على شن هجمات على الغرب.
وقال كوتس : "لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة والآف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القياديين والأراضي".
وكان ترامب كرر في الأشهر الأخيرة أن داعش قد انهزم ، مبررا بذلك إعلانه المفاجئ في كانون الأول/ديسمبر بسحب قواته من سوريا.
واستقال وزير دفاعه جيمس ماتيس عقب ذلك الاعلان، فيما دعا خبراء أمنيون أميركيون ترامب إلى عدم الانسحاب من سوريا فوراً .