وكان دي زاياس أول ممثل للأمم المتحدة يزور فنزويلا خلال الـ 21 سنة الماضية، ووصل إلى هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية نهاية عام 2017، حتى قبل أن تبدأ الأزمة الحالية. وخلال وجوده هناك، تحدث ليس فقط مع ممثلي الحكومة الفنزويلية، ولكن أيضا مع المنظمات غير الحكومية العاملة في البلاد، ومع المعارضة والعلماء والنشطاء وممثلي الكنيسة والأعمال التجارية ومكاتب الأمم المتحدة المحلية.
وقال الفريد دي زاياس في مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية: "إن العقوبات الأمريكية قاتلة"، مشيرا إلى أن أفقر شرائح السكان يعانون أكثر من غيرهم، ويموتون بدون طعام أو دواء.
وبعد رحلته إلى فنزويلا، قدم تقريره المفصل إلى الأمم المتحدة، حيث اقترح أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق فيما إذا كانت هذه العقوبات تشكل جريمة ضد الإنسانية.
وفي رأيه، فإن العقوبات الأمريكية غير قانونية وغير شرعية بسبب فرضها دون موافقة وإرادة الأمم المتحدة. وشدد المسؤول السابق بالأمم المتحدة على أن "العقوبات الاقتصادية الحديثة والحصار الذي تمثله، يشبه حصار المدن في العصور الوسطى".
ومع ذلك ، وكما لاحظ دي زاياس ، لم تستمع الأمم المتحدة لتقريره، ورفض المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاجتماع معه على الإطلاق.
ويعتقد المقرر السابق أن السبب في ذلك هو أن النتائج الموضوعية التي توصل إليها، تتعارض مع الموقف الأمريكي الحالي الساعي لتغيير النظام في فنزويلا، لذلك فإن الأمم المتحدة مهتمة فقط بتلك التقارير التي تنتقد النظام وتدعو إلى الإطاحة به.
بالإضافة إلى ذلك، قال دي زاياس إن الدور الرئيسي في هذه العملية تلعبه الولايات المتحدة، التي تحاول الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو بمساعدة العقوبات. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة " تلوي أذرع الدول " في الأمم المتحدة، وتجبرها على التصويت وفقا لمصالحها وسياساتها، وذلك عن طريق تهديدها بعواقب اقتصادية.
ويوضح هذا المسؤول الدولي السابق، أن الولايات المتحدة استثمرت في الحقيقة مبالغ طائلة في فنزويلا، ولكنها فقدت سيطرتها على الصناعة الفنزويلية بعد التأميم، والآن تحاول استعادة كل شيء.
وقال:" أشعر أنه لو لم تكن لدى فنزويلا موارد طبيعية هامة، لما كان أحد قد اهتم بشافيز ومادورو ولا بأي شخص آخر" في هذا البلد.
في الختام ، دعا مقرر الأمم المتحدة السابق المجتمع الدولي إلى الدخول في حوار مع فنزويلا من أجل تحسين الوضع، بدلاً من ممارسة الضغط عليها من خلال العقوبات ومحاولة الانقلاب على السلطة الشرعية فيها، كما انتقد الولايات المتحدة وبريطانيا لتدخلهما في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
وخلص المسؤول الأممي السابق قائلا لصحيفة الإندبندنت البريطانية "يحق للفنزويليين فقط أن يقرروا، وليس الولايات المتحدة ولا المملكة المتحدة، ... لا نريد تكرارا لانقلاب (الدكتاتور التشيلي، أوغستينو) بينوشيه عام 1973 ... ثم يمكن حل المشاكل عن طريق العدالة والعقل".