وينتقد نشطاء وصحفيون وموظفون في البرلمان العراقي، هيئة الرئاسة تأجيل عد الجلسة الى وقت متأخر من الليل، معبرين عن استغرابهم من توقيت الجلسات، خاصة وان انعقادها يأتي بعد انتهاء الأوقات الرسمية للعمل، وهو ما شكل هاجسا لطرح الأسئلة عن الأسباب التي تدعو الى عقدها في تلك التوقيتات.
وردت الدائرة الإعلامية للبرلمان في اكثر من مناسبة، على تقارير انتقدت هيئة الرئاسة في تأخر عقد الجلسة، مبررة ذلك بان "تحديد موعد الجلسات هي من اختصاص رئاسة المجلس وضمن الصلاحية القانونية التي تقدرها الرئاسة لاسيما ان كواليس وقاعات مجلس النواب فضلا عن مكاتب رئيس المجلس ونائبيه تشهد قبل الساعة الواحدة ظهرا او خلال الجلسات".
كما علقت الدائرة على تقرير نشرته فضائية، بالقول "اما بخصوص ما تضمنه التقرير التلفزيوني من شكوى بعدم وجود طعام للصحفيين فهذا ينفي ما دأبت على تناوله بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الصفراء بشأن وجود مآدب طعام باذخة في مجلس النواب مما يدلل على عدم وجود التمويل والتخصيصات الخاصة بالطعام".
ويرى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي، انه "من غير الصحيح ، عقد جلسات مجلس النواب في ساعات متأخرة من الليل، فهي أيضا ظاهرة غير صحية"، مبينا ان "جلسات البرلمان يجب ان تكون في موعدها المحدد الساعة 11 صباحا او الواحدة ظهرا".
ويعزو الهاشمي، سبب تأخر الجلسات الى "تمرير بعض الصفقات أو غيرها من الأمور".
ويصف المدون زياد الحالول زبيدي، تأخر عقد الجلسات بـ"حكومة تالي الليل"، بينما ينتقد الناشط مهند تقي عادة تأخر الجلسات، ويقول باللهجة العامية: " تالي الليل تسمع حس العياط.... مثل البارحة تذكرته واني اشوف جلسة مجلس البرلمان".
ويقول النائب برهان المعموري أنه من "المؤسف أن يقف مصير البلد وعمل البرلمان والحكومة على شخص أو اثنين، ورئيس الوزراء والكتل السياسية تتحمل المسؤولية عن هذا التأخير"، ماضياً إلى القول إن "الكتل السياسية لم تستطع الاتفاق على مرشح وزارة فكيف يمكن الاتفاق على مئات الدرجات الخاصة ورؤساء الهيئات التي نعتقد بحال فتح ملفها وفق ما يجري الان من إصرار بالمواقف على شخصيات محددة فسيتم إيقاف عمل الدولة".
وحول تأجيل انعقاد الجلسات الى وقت متأخر في الليل، يوضح مصدر برلماني، بالقول "ان هيئة الرئاسة وعدد كبير من النواب لا يرغبون بعقد الجلسات صباحا، يفضلونها مساء، ذلك ان اغلبهم ينامون في وقت متأخر من الليل".
ويقول برلماني رفض الكشف عن اسمه، ان "هيأه رئاسة مجلس النواب تتعمد عقد جلسات في ساعات متأخرة من الليل، خصوصا الجلسات المهمة كالتصويت على وزراء او موازنة ان الهدف من ذلك هو لإجبار النائب على التصويت على الفقرات دون تركيز، فيكون النائب مسرع بالتصويت حتى تنتهي عقد الجلسة وترفع الجلسة ويأخذ عطلة، خصوصا اغلب النواب من سكنة محافظات اخرى وبعضهم من منازلهم وعوائلهم خارج البلاد، فهو يريد الاسراع بحسم الجلسة ويصوت دون تدقيق ما يصوت عليه".