الاعلان عن انسحاب القوات الاميركية من جهة واجراء الانتخابات المبكرة في كيان الاحتلال الاسرائيلي من جهة اخرى، خاصة في الاجواء التنافسية المحتدمة هناك وكذلك اتهام نتنياهو من قبل غرمائه بفشله في تحقيق الامن "لاسرائيل" يدفع الى لاعتقاد بان الضربات الجوية الاسرائيلية على سوريا ستستمر خلال الاسابيع القليلة القادمة بذريعة مواجهة الوجود الايراني في سوريا.
وفي حقيقة الامر فإن نتنياهو يسعى من خلال مواصلة ضرباته الجوية على سوريا واعلانه بانها مواقع ايرانية هو يحاول من خلال ذلك الضغط على الحكومة السورية لان تطلب وبشكل رسمي من ايران ان تترك الاراضي السورية.
وفي الواقع فإن الوجود الايراني في سوريا هو شرعي وتحقق بطلب من الحكومة السورية، لكن وبعد ان تحول محور المقاومة لاكبر تهديد "لاسرائيل" وبالقرب من حدود الكيان، اصبح نتنياهو منزوع السلاح امام انظار الراي العام الاسرائيلي بخصوص تحقيق الامن "لاسرائيل" اضافة الى ذلك اضحت جميع الخطط والمشاريع لقمع الفلسطينيين ومواجهة حزب الله عديمة الجدوى هو يسعى الى تحويل قضية اخراج القوات الايرانية من سوريا كورقة رابحة له في الانتخابات القادمة.
كل هذه المحاولات عززت الأمل في النجاح لدى نتنياهو، والذي بات مرتاح البال بخصوص مواجهة منظومة S-300 لغاراته الجوية، كما انه لايعتبر منظمة S 200 السورية بقادرة على ان تكون حاجزا قويا ضد هجماته الجوية، لكن السؤال هنا أنه إلى متى ستبقى الهجمات الإسرائيلية أحادية الجانب على سوريا دون إجابة ، القضية ستتضح ابعادها على مدى المستقبل، لكن بلا شك ان اطلاق الصاروخ الاخير على الجولان المحتل لم يكن رسالة مرحب بها من قبل نتنياهو.