ونقلت وكالة الانباء الفرنسية أن ماكرون سيؤكد في هذه الرسالة، أن النقاش الذي ينطلق الثلاثاء "ليس انتخابات ولا استفتاء"، ويدعو أكبر عدد ممكن من الفرنسيين إلى المشاركة فيه. كما يعد ماكرون بأنه "سيستخلص كل الاستنتاجات" الممكنة من هذا النقاش غير المسبوق. رسالة ماكرون الى الشعب الفرنسي
وغداة سبت تاسع من التظاهرات التي نظمها تحرك "السترات الصفر" ضد النظام الرأسمالي ، وشهدت إعادة تعبئة في صفوفه، سيقول الرئيس الفرنسي إن مقترحات الفرنسيين "ستسمح ببناء عقد جديد للأمة وبتنظيم عمل الحكومة والبرلمان وكذلك مواقف فرنسا على المستويين الأوروبي والدولي".
وفي رسالته الطويلة، يعلن الرئيس الفرنسي أنه "سيقدم تقريرا" عن هذا النقاش بعد انتهائه، على أن يطرح خلاله سلسلة من نحو ثلاثين سؤالاً حول مواضيع مثل الديموقراطية والتحول الإيكولوجي والضرائب والهجرة.
ويتحدر ناشطو "السترات الصفر" من طبقات شعبية ومتوسطة، وقد نزلوا إلى الشارع للتنديد بسياسات الحكومة المالية والاجتماعية. وتمكنوا السبت من حشد 84 ألف شخص في كل أنحاء فرنسا، في مقابل نحو خمسين ألفا الأسبوع الذي سبقه، بحسب وزارة الداخليّة.
وكان ماكرون وعد بهذا النقاش في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، لدى إعلانه إجراءات عدة تجاوبا مع تحرك "السترات الصفر".
ويُريد ماكرون من رسالته هذه، دعوة الفرنسيين إلى الحوار. وقرّر التوجه الثلاثاء إلى منطقة نورماندي في غرب البلاد، في إطار إطلاق هذا النقاش.
وهناك نقاط أربع سيتركز النقاش عليها وهي : القدرة الشرائية، الضرائب، الديموقراطية والبيئة. فيما يرفض الرئيس أي إعادة نظر في مسائل الإجهاض وعقوبة الإعدام وزواج المثليين.
إلا أن العديد من "السُترات الصفر" سارعوا إلى انتقاد هذا النقاش. وقال أحدهم ويدعى جان جاك البالغ التاسعة والخمسين من العمر في ستراسبورغ : "النقاش في الشارع وليس في قاعة ولا عبر الانترنت".
ولا يبدو أن جميع الأحزاب مستعدة للمشاركة في هذا النقاش. واعتبرت دانيال سيمونيه، القيادية في حزب فرنسا المتمردة (يسار راديكالي)، أن دعوة ماكرون "مجرّد تضليل لوأد" التحرك.
كما اعتبر فاليران دي سان جوست، المسؤول في حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في حديث صحافي، أن اقتراح الرئيس الفرنسي "ليس على مستوى التحديات"، لافتا إلى أن السُلطات تسعى عبر هذا النقاش إلى "كسب الوقت".