وكان من بين القتلى الجنرال صالح الزنداني، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني الرسمي، ومحافظ لحج أحمد التركي، والعميد في الاستخبارات صالح طماح، والعميد فاضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
هذا الهجوم غير المسبوق يشكل نكسة بالنسبة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، لأن هذه الطائرة المسيرة وصلت إلى هدفها بدقة متناهية، وانفجرت فوق منصة العرض العسكري الرئيسية قي قاعدة جوية تعتبر الأهم في اليمن لما تتمتع به من تحصينات عالية، وكانت تعتبر أهم قاعدة روسية في الشرق الأوسط.
أن تخترق هذه الطائرة المسيرة رادارات التحالف في منطقة تخضع بالكامل لقواته وحلفائه في الجنوب اليمني، وتصل إلى هدفها بكل سهولة، ودون أن يتم رصدها أو اعتراضها، فهذا أمر يؤكد حالة ضعف وقصور في استعدادات هذا التحالف الذي ينفق أكثر من 9 مليار دولار شهريا في حرب اليمن، ويشتري صفقات أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات أولا، مثلما يكشف في الوقت نفسه عن مدى تقدم حركة “أنصار الله” عسكريا في هذا الميدان مع اقتراب الحرب اليمنية من إكمال عامها الرابع، ثانيا.
ردة فعل الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي اليوم التي تمثلت بالدعوة إلى تفعيل جبهات القتال ضد انصار الله في مختلف مناطق التماس، توحي بحالة الغضب والصدمة معا بسبب هذا الهجوم المفاجئ والمكلف سياسيا وعسكريا، ومن غير المستبعد أن تعود المواجهات إلى المربع الأول، وانهيار وقف إطلاق النار، وتفاهمات مؤتمر السويد.
اليمنيون من انصار الله فاجأوا أصدقاءهم قبل خصومهم عندما أطلقوا صواريخ باليستية وصلت إلى أهدافها في الرياض وجدة والطائف وجيزان، وها هم يفاجئونهم مرة أخرى بإطلاق هذه الطائرة المسيرة التي يتحكمون بها بدقة متناهية، وتملك ميزات كبيرة من بينها اختراق أحدث الرادارات الأمريكية والغربية الصنع.
السؤال المطروح بقوة هو عن نوعية المفاجأة القادمة التي يمكن أن يتم كشف النقاب عنها في شهر آذار (مارس) المقبل في الذكرى الرابعة للحرب على اليمن، وبداية دخولها العام الخامس؟
لا نملك إجابة على هذا السؤال، ولكن ما يمكن التكهن به أن حركة “أنصارالله” ما زال في جعبتها الكثير من المفاجآت العسكرية والسياسية.. والله أعلم.
المصدر:راي اليوم