ويشير الكاتب في مقاله الى أنه خلال الشهر الحالي تمر عشرة أعوام على الحملة الإسرائيلية الموسعة على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، معتبراً أن بعد انسحابها من غزة عام 2005، حول كيان العدو قطاع غزة إلى أكبر سجن على الأرض.
ويضيف الكاتب: "منذ ذلك الحين تمثل أسلوب "إسرائيل" في التعامل مع غزة في الكذب والوحشية القصوى إزاء المدنيين. وفي كانون الأول 2008 شنت "إسرائيل" ما سمته بعملية "الرصاص المصبوب"، التي واصلت فيها قصف القطاع ذي الكثافة السكانية العالية جواً وبراً وبحراً على مدى 22 يوماً".
ويصف الكاتب عملية "الرصاص المصبوب" بأنها لم تكن حرباً، بل "مجزرة من جانب واحد"، فمن الجانب الـ"إسرائيلي" قُتل 13 شخصاً، بينما استشهد من الجانب الفلسطيني 1417 شخصاً، من بينهم 313 طفلاً، كما أُصيب من الجانب الفلسطيني 5500 شخص، ووفقاً للتقديرات فإن %83 من الضحايا الفلسطينيين من المدنيين.
ويرى الكاتب أن عملية "الرصاص المصبوب" توجز كل أخطاء العدو الإسرائيلي في تعاملها مع غزة، فالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني خلاف سياسي لا يمكن حله عسكرياً. ولكن "إسرائيل" تصر على استبعاد الدبلوماسية، وتعتمد على استخدام "القوة العسكرية الوحشية".
ويتابع الكاتب: "إسرائيل ترى أنه إذا لم تنجح القوة، استخدم قوة أكبر منها"، لافتاً إلى أن كيان العدو يُشير إلى العمليات العسكرية المتكررة في غزة على أنها "تقليم للعشب"، وهو ما يعني أنها عملية يجب أن تتم بصورة منتظمة وميكانيكية من دون نهاية. كما أنها تعني قتل المدنيين وإلحاق خسائر شديدة بالبنية التحتية المدنية يستغرق إصلاحها أعواماً.
ويختتم مقاله كاتباً: "إنه وفقاً للمنطق الإسرائيلي لا يمكن أن يوجد حل سلمي دائم قط، وأن الحرب المقبلة دائماً على بعد خطوات".