سامي جواد كاظم
بيانات، لقاءات، خطب الجمعة، هذا ما تتناقله وسائل الاعلام عن دور المرجعية في العراق بعد سقوط الطاغية، وهذا المعلوم وقف له العالم باعجاب وثناء وتقدير، ومما لاشك فيه ان هنالك امورا ليس من مصلحة العراق والمرجعية اظهارها للرأي العام ليس فيها ما يسيء ولكن فينا من يسيئ الفهم، وعندما تطالعنا الصحف بين فترة واخرى عن خفايا سيستانية وباقرار وشهادة شخصيات سياسية كانت طرفا في الحدث مع صدق رأيها فاننا نذهل اكثر ونقول بكل مصداقية ان هذا الرجل (السيد السيستاني) كان رحمة من الله عز وجل على العراق خصوصا والمسلمين عموما.
منذ أيام طالعتنا وسائل الاعلام لحديث رئيس العراق السابق الدكتور فؤاد معصوم واهم ما جاء فيه ان السيد السيستاني كان يرغب ان لا يكتب الدستور على عجالة بل التأني في كتابته حتى لا يقع فيه ما هو فيه الان، هنا توقفت وتساءلت ماذا يخبئ التاريخ لنا من مواقف رائعة لهذا الرجل؟.
عندما سئل الأخضر الابراهيمي عن السيد السيستاني قال: وجدته شخصاً هادئاً ومطلعاً وسياسياً من الدرجة الأولى. حين لفتُّه إلى مخاطر الحرب الشيعية– السنية في حال اندلاعها لمست منه تفهماً لمخاطرها. شجعني على محاورة السنّة وأكد أنه سيدعم أي توجه يحفظ حقوق الجميع.
هذا الرأي من الأخضر الابراهيمي جاء بعد جلسة حوار وعدة لقاءات مع السيد، وعندما يقول السيد للابراهيمي: «أنا أعرفك وقرأت عنك الكثير وآخر ما قرأته كان عن لقائك في لندن مع محمد حسنين هيكل وإدوارد سعيد». وأضاف: «أنا قرأت ما ترجم من كتب لإدوارد سعيد وقرأت أيضاً كتب هيكل». يقول الاخضر: ولعله بهذه الإشارة أراد القول إنه لا يقفل على نفسه ويقطع صلته بالعالم، وإن قراءاته لا تقتصر على الجانب الديني أو الروحانيات الشيعية، وإنه يطلع على ما يجري في المنطقة وما يُطرح فيها.
في لندن دار حديث الثلاثة عن عدم امكانية مواحهة العرب لاعدائهم وفي نفس الوقت عليهم ان لا يستسلموا وان لا يدخلوا أي العرب في مواجهة عسكرية لأنها عمل جنوني ستؤدي إلى انكسارهم حيث ﻻ تتوفر لهم القدرة على اﻻنتصار.
هذه دول عربية وبكل امكاناتهم العسكرية والبشرية والمادية ينصحوهم بان لا يواجهوا اعداءهم فكيف بهم يريدون من العراق ان يواجه امريكا بكلمة من السيد ، والعراق بلد لا يمتلك أي مكونات القوة سوى اجساد العراقيين العارية، وهنا قال السيد للابراهيمي “انا ايضا اعلم بمخاطر الحرب ولكنني لم استسلم ” وبالفعل لم يمنح أية فرصة لبريمر (اخبث قدم وطأت العراق) وحتى لمندوبيه بالإتصال به حتى لا يضفي على تواجدهم شرعية.
بقي هل تعلمون ان مجلس الحكم الذي عينه بريمر و من ذهب الى أمريكا وطلب من مجلس الأمن اعتبار العراق بلد محتل من قبل الولايات المتحدة الامريكية؟!
محمد حسنين هيكل كان يرى اصرار السيد على اجراء الانتخابات وكتابة الدستور بأياد عراقية انه امر غير صحيح ولا يمكن ان يكون نص حديثه باللهجة المصرية ” أنا كنت أنتقد اللي بيعملوا آية الله السيستاني أقول الله إيه حكاية الانتخابات دي وحكاية أغلبية شيعية وإلى آخره ممكن نتكلم فيها لكن أنا في هذه الأوضاع اللي إحنا فيها أنا مستعد أقبل إنه والله ما هو عملي ما هو مفروض علي بشرط ألا أتواطأ يعني هو اللي عمله السيستاني واللي أنا معجب بيه أو مقدره أنه لا يتواطأ مع الأميركان…. لكن واضح قدامي أن في حجم من القوة موجود في العراق وراءه وأنه أثبت أنه مرجعية موجودة لها تأثير ولها وزن في العراق وإنه قَبِل بتصورات عملية في سبيل الانتقال منها إلى ما بعدها……”
يقول هيكل عن السيد السيستاني إنه « الأعقل في العراق، وصاحب مشروع وحلول عملية ".
لو أردنا دراسة رأي فطاحل السياسة بخصوص السيد فيجب قبل دراستها معرفة ما عرفوا عن السيد ونحن لا نعرفه، وبالتالي تحدثوا عن شخصية السيد السيستاني ليس كمعجب بها بل منبهر بتفكير السيد وكأنه أي السيد قال لهم عودوا الى أدراجكم وتصفحوا جيدا اوراق تاريخ المرجعيات الشيعية واعلموا انها ليست منطوية على نفسها وأنها لا تعلم بما يجري حولها، فاذا كان السيد مطلعا على لقاء الاخضر وهيكل وسعيد في مقهى بلندن فهل من الممكن أن لايعلم ما يجري في العراق؟
المصدر:وكالة نون