يبدأ بومبيو جولته الثلاثاء 8 كانون الثاني/يناير وتستغرق ثمانية أيام يزور خلالها عمان والقاهرة والمنامة وابوظبي والدوحة والرياض ومسقط واخيرا الكويت.
وكان البيت الابيض أعلن نهاية كانون الاول/ديسمبر ان وزير الخارجية سيتوجه ايضا الى بغداد، لكن المحطة العراقية لم تتأكد حتى الان.
وفي محطته الثانية في القاهرة سيلقي خطابا حول التزام الولايات المتحدة بما اسمته الخارجية الاميركية بـ"السلام والازدهار والاستقرار والامن في الشرق الاوسط".
وقال مسؤول اميركي رفيع لصحافيين الجمعة إن الرسالة الاولى التي يتضمنها خطاب بومبيو مفادها ان "الولايات المتحدة لا تغادر الشرق الاوسط".
واضاف "رغم الروايات المغلوطة حول القرار المتصل بسوريا، فاننا باقون".
ورغم ان جولة بومبيو ليست الاولى في المنطقة إلا أنها تأتي بعد سلسلة أحداث أعادت خلط الاوراق في الشرق الاوسط وأثرت على تحالفات قائمة.
وسترتدي محطته في الرياض أهمية خاصة بعدما توترت العلاقات بين البلدين على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول السنة الماضية وخصوصا أن الاستخبارات الاميركية تشتبه بدور لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في هذه القضية رغم النفي المستمر لذلك.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو سيسعى للاطلاع على تطورات التحقيق في قضية قتل خاشقجي كما سيجري محادثات حول مواضيع إقليمية أخرى.
واوضح مسؤول آخر في الخارجية الاميركية أن بومبيو "سيواصل ممارسة ضغط" على المسؤولين السعوديين، معتبرا أن "روايات" السلطات السعودية عن الجريمة "لم تبلغ بعد المستوى المطلوب من الصدقية والمسؤولية".
وسيبحث بومبيو الحرب في سوريا خلال جولته في عمان والرياض كما افادت الخارجية الاميركية.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أثار مفاجأة قبل الميلاد مع اعلانه عن سحب القوات الاميركية المنتشرة في سوريا بزعم مكافحة جماعة "داعش" الارهابية. وباغت هذا القرار حلفاء اميركا الذين تحاول واشنطن الان طمأنتهم.
كما تاتي الزيارة لطمأنة المسلحين الاكراد الذين ترعاهم الولايات المتحدة، حيث قال بومبيو إن واشنطن ستواصل العمل "لضمان الا يقتل الاتراك الاكراد"، في وقت تهدد انقرة بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية التي تتهمها بانها "ارهابية".
وبهدف طمأنة الحلفاء الغربيين المشاركين في التحالف ضد الارهابيين، قالت وزارة الخارجية ان "لا جدول زمنيا" للانسحاب الاميركي الذي سيتم "في شكل منسق جدا" بزعم "عدم ترك فراغ قد يستغله الارهابيون".
لكن مسؤولا ثالثا في الدبلوماسية الاميركية اكد "اننا سنغادر" رغم عدم وجود جدول زمني اذ "إننا لا ننوي إبقاء وجود عسكري في سوريا الى ما لا نهاية".
واخيرا، لطمأنة الحلفاء الاقليميين وفي مقدمهم الكيان الاسرائيلي، اكد المسؤول نفسه أن "سحب كل القوات التي تتولى ايران قيادتها من سوريا" لا يزال بين "أهداف" واشنطن، ولكن "بوسائل اخرى" بمعزل عن الوجود العسكري الاميركي.
وعلى جدول أعمال محادثات الوزير الاميركي في أبوظبي والرياض ومسقط والكويت أيضا الحرب في اليمن حيث دخل وقف لاطلاق النار حيز التنفيذ في مدينة الحديدة بين انصار الله والقوات الموالية لحكومة المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي إثر محادثات سلام جرت في السويد.
وتتعرض إدارة ترامب لضغوط من مجلس الشيوخ الاميركي رغم انه خاضع لسيطرة الجمهوريين، والذي صوت في كانون الاول/ديسمبر على مشروع قرار لوقف الدعم العسكري الاميركي لتحالف العدوان السعودي ضد اليمن.
وسيسعى وزير الخارجية الاميركي أيضا الى رص التحالفات الاقليمية في إطار جهود الولايات المتحدة للتصدي لايران.