ووصلت تقارير إلى حكيمي، خلال فصلي الربيع والصيف، تتحدث عن الفوضى والسرقة من جميع أنحاء تعز- خمسة آلاف كيس من الأرز وزّعت دون أي قيد عن المكان الذي آلت إليه، 705 سلال طعام سرقت من مستودعات الرعاية الاجتماعية، 110 أكياس من الحبوب نهبت من الشاحنات التي كانت تشقّ طريقها عبر المرتفعات الصخرية الشاهقة المطلة على المدينة.
كما أكد الحكیمي أن مرتزقة العدوان يبيعون المساعدات الإنسانية في السوق السوداء لتحقيق أرباح طبقاً لسجلات عامة ووثائق سرية حصلت عليها أسوشيتد برس، ومن خلال مقابلات أجرتها مع أكثر من سبعين عاملاً في مجال الإغاثة ومسؤولين حكوميين ومواطنين عاديين.
تظهر الوثائق التي اطلعت عليها أسوشيتد برس والمقابلات التي أجريت مع الحكيمي ومسؤولين آخرين وموظفي الإغاثة، أن آلاف العائلات في تعز لا تحصل على المعونة الغذائية المخصصة لها بسبب احتجازها على الأغلب من قبل وحدات مسلّحة منخرطة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والمدعوم أمريكياً في القتال في اليمن.
من جانبهم، عزا بعض المراقبين الظروف التي تقترب من المجاعة في معظم أنحاء البلاد إلى حصار قوات تحالف العدوان السعودي للموانئ التي تزوّد المناطق بالواردات.
وخلص التحقيق إلى أن كميات كبيرة من الأغذية تدخل البلاد، ولكن بمجرد وصولها إلى هناك، لا يصل الطعام إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه.
ولدى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 5000 موقع توزيع في مختلف أنحاء البلاد يستهدفون 10 ملايين شخص شهرياً بسلال غذائية، لكنه يقول إنه يستطيع مراقبة 20% فقط من عمليات التسليم والتوزيع.
هذا العام، قامت الأمم المتحدة وغيرها بضخ أكثر من أربع مليارات دولار على الغذاء والمأوى والمساعدات الطبية وغيرها من المساعدات داخل اليمن، ويتزايد هذا الرقم ومن المتوقع أن يستمر إرسال المزيد من المساعدات عام 2019.
في السياق ذاته، وجد تحليل هذا الشهر من قبل تحالف يضم جماعات إغاثة عالمية أنه حتى مع المساعدات الغذائية التي تأتي، فإن 15.9 مليوناً من سكان اليمن، البالغ عددهم 29 مليون نسمة، لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء.