تدور شكوك حول دور محتمل لشركة إيطالية تدعى "هاكينغ تيم"، تعاونت مع حكومة الرياض في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في 2 أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في تساؤل طرحه الصحفي الإيطالي جانكارلو كالزيتا ضمن مقال نشره على موقع "Il Sole 24 Ore"، وينطلق من تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، بتوقيع "دافيد إغناطيوس".
ويستنتج أنه "من المحتمل أن يكون لهاكينغ تيم دوراً في الأحداث التي أدت إلى مقتل خاشقجي"، معتبراً أن "هذا الدور -في الواقع- انطلق منذ زمن طويل ويبدو أنه توقف قبل أن تنزلق العملية إلى جريمة القتل".
ويشير المقال إلى أن بداية الاتصالات بين الشركة الايطالية والحكومة السعودية، إذ يستند إلى ما يظهره البريد الإلكتروني للشركة والذي تعرض للقرصنة في 2015 ومتوفر حالياً على موقع "ويكيليكس".
ويوضح أن "أول اتصال مع السعودية حدث في 2012 عبر (المستشار السابق) سعود القحطاني"، لافتاً إلى أنه لم يكن سرياً، "فالقحطاني كان يكتب من عنوانه الإلكتروني الرسمي الحكومي".
والقحطاني كان يعمل مستشاراً في الديوان الملكي، قبل أن تتم إقالته من منصبه بعد اعتراف السعودية بقتل خاشقجي عقب 18 يوماً من الجريمة، بسبب دوره في العملية التي هزت الرأي العام العالمي.
وأشار الصحفي الإيطالي إلى أن القحطاني طلب تحديد لقاء للحصول على برامج قادرة على مساعدة حكومته في محاربة الإرهاب، وفيما بعد، كان سيطلب قائمة كاملة بالخدمات المقدمة من أجل إطلاق تعاون طويل ومثمر".
بحسب المقال، "هاكينغ تيم" لم تكن الشركة الوحيدة التي اتصل بها السعوديون لإنشاء هيكل "الدفاع السيبراني" الخاص بهم، فحتى الشركة الإسرائيلية NSO كانت متورطة، إضافة إلى شركة Q Cyber Technology.
والشركة الإسرائيلية، وفق المقال، تواجه دعوى قضائية؛ لأنها على ما يبدو الأكثر تورطاً في التجسس الذي أدى إلى مقتل خاشقجي، على يد فريق مكون من 18 شخصاً.
وعاد الصحفي الإيطالي إلى عام 2013، عندما اقتنت أجهزة استخبارات عربية من "هاكينغ تيم" أدوات قادرة على اختراق أجهزة IOS، بينما تم في 2015 توريد أدوات صممت لاختراق أجهزة أندرويد.
وقال أيضاً: "أصبح القحطاني شخصية أكثر تأثيراً في البلاط الملكي السعودي، مع ارتباطه أساساً بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ودفعه إلى أن يحول حرب الدفاع السيبراني منطلقاً لزيادة نفوذه".
ولفت إلى أن عام 2015، شهد توقيع تبادل رسائل إلكترونية أخرى بين القحطاني وشخصيات بارزة من الشركة (لم يحددها)، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "هاكينغ تيم" واجهت صعوبات مالية أدت إلى بيع 20% من أسهما لشركة مالطية يترأسها رجل أعمال مقرب من عائلة القحطاني.
برغم ذلك، لا أدلة أن هاكينغ تيم واصلت توفير البرامج للحكومة السعودية، التي كانت تمضي في بحثها عن أسلحة سيبرانية أكثر قوة، وهو ما دفعها إلى التعامل مع "دارك مات Dark Matter"، وهي شركة إماراتية ذات إمكانيات تكنولوجية متقدمة.
واستنتج الصحفي الإيطالي "أن مشاركة هاكينغ تيم لم تكن في المرحلة النهائية للعملية بل ارتبطت خاصة بالمرحلة الأولى التي كانت فيها الحكومة السعودية تضع اللبنات الأولى لهيئتها الخاصة بالدفاع السيبراني".
وأشار إلى "جولة لصحفيين في المركز الرقمي لمكافحة التطرف عبر الإنترنت، حيث شاهدوا جيشاً من التقنيين يمشطون مواقع التواصل إنه نظام إلكتروني يعمل على مدار الساعة، بنسبة خطأ ضئيلة، وقد حلل أكثر 1.2 مليون تغريدة وإعادة تغريد على تويتر".
وعبر الكاتب عن قلقه متسائلاً عن إمكانية تحول هذا المركز إلى أداة لقمع المعارضين، وهل ساهمت برامج الشركة الإيطالية في التجسس على خاشقجي، ثم يجيب: "بالتأكيد فإن سلوك الشركة في الماضي كانت له عواقب ثقيلة".
واختتم مقاله بالإشارة إلى أن 40 حكومة اقتنت برامج من الشركة، عدداً غير قليل واستعملته لغايات قمعية مثل إثيوبيا ومصر والمكسيك والسودان والإمارات.