وقالت الكتلة انه "في الساعات الأولى بعد خطبة الجمعة للشيخ مهدي الصميدعي في مسجد أم الطبول في بغداد، بدأت تصلنا أخبار وصور أنه يكفّر ويحرّم على المسلمين، مشاركة المسيحيين أعيادهم، ولم نصدّق لحسن الظن بمقامه، جعلنا نعتقد أن تلك شائعات مغرضة بهدف التسقيط الإعلامي ، مبينة انه "بعد ذلك، نشرت صفحتهم بالفيديو ما قاله، حيث سمعنا وشاهدنا ووجدنا أنفسنا في صدمة وذهول".
واضافت "خلال صياغتنا لهذا البيان فلا زلنا لا نصدّق فعلاً أن أي رجل دين له صفة رسمية قد يتبنى خطاباً من هذا النوع، في أرض دفع فيها المسيحيون دمهم بسبب هذه الخطابات"، متسائلة "ماذا سيتوقع الانسان البسيط، اذا كان الشيخ وأمام الكاميرات يقول بلا خجل ما قاله وان خطابه يعطي شرعية لقتلنا".
وتابعت ان "خطاب تكفيري من منبر يفترض ان يمثّل سنّة العراق التي قدمت تضحيات كبيرة وقاومت سيف ذو حدين، حدّ التكفير وحدّ التشويه، لمصلحة من هذا الخطاب"، مخاطبة الصميدعي بالقول "من قال لك ان التشدد هذا يمثّل أهلنا وإخوتنا وأبناء جلدتنا وبلادنا وشعبنا من المسلمين السنّة العراقيين، فهذا خطاب يمثّل التعصب والكراهية والسنة منها براء".
واكدت الكتلة ان "هناك عشرون آية بل أكثر، عن محبة المسيحيين وقدسية المسيح، فلماذا لم تستذكر قول كتاب المقدس القرآن الكريم ("تجدن أقربهم للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى)"، متسائلة "لماذا الكراهية؟ أي رسالة ترسلونها الى المسيحي العراقي؟ وإلى العالم؟ وانتم لا تمثلون نفسكم بل موقعكم. هل هذا خطاب بغدادي مسالم يا سماحة خطيب أحد أبرز منابر بغداد؟".
وبينت "لن نرد عليه من باب الدفاع العقائدي المسيحي لنقول اننا لسنا من المشركين... لن نخبره أننا نردد في كنائسنا فعل الإيمان ونقول: نؤمن بإله واحد خالق السماوات والأرض... لن نعلمه أننا دين توحيدي، سنذكره بآيات القرآن الكريم التي مجدت المسيح ومولده المبارك، ليفهم سماحته، أن المسلم الحقيقي، لا يمكن ألا يحتفل بمولد عيسى (يقول القرآن الكريم "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين، وِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، َيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين".
واشارت الى "اننا سنكتفي بالتذكير أن "يسوع" المسيح أي النبي عيسى إبن مريم عليه وعلى أمه السلام، مذكور عشرات المرّات حيث يحوي القرآن الكريم سورة كاملة لأعجوبة المسيح وسرّه المقدس، وسورة كاملة لنسل أمه "آل عمران" سورة على اسمها "مريم"، كما ذكر متكرر في كل من سورة البقرة، والنساء، والأنعام، والتوبة، والأنبياء، والمؤمنون، والأحزاب، والشورى، والزخرف، والحديد، والصف، والتحريم".
ولفتت الى "اننا كعراقيين وكمسيحيين و المسلمين السنة والشيعة نطالب فوراً إما باعتذار وتوضيح، وإما باستقالة عن المنبر البغدادي العراقي، وإما نعتبره موقف رسمي وتحريض فتنوي يصنّف في خانة التكفير"، موضحة "اننا لن نرد على كراهيته بمثلها، بل سنلجأ إلى القانون ونحاسبه".
واكدت ان "هذا أمر لا يُسكَت عنه، ليس لأننا مسيحيين وحسب وليس لأجل المسيحيين فقط، بل لأجل الإسلام ورسالة الإسلام والمسلمين، ولأجل وحدة العراق وهويته ومستقبل العراقيين".
وافتى مفتي الجمهورية العراقية الشيخ مهدي الصميدعي امس الجمعة بحرمة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية.
فيما شجبت البطركية الكلدانية في العراق والعالم التي يرأسها الكردينال لويس رؤفائيل ساكو، الفتوى التي اصدرها مفتي الجمهورية العراقية مهدي الصميدعي بشأن حرمة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية.